كتاب مسند أحمد - ط الرسالة (اسم الجزء: 13)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
= (٩٠٧) و (٩٠٩) ، والحاكم ٢/٢١٤ و٤/١٠٠، والبيهقي ١٠/٥٧ و٥٩ من طرق عن سهيل بن أَبي صالح، به. وقال سفيان الثوري (وهو من رواة الحديث) عند البيهقي: يعني إذا عمل بعمل والديه!
وأخرجه الحاكم ٤/١٠٠ من طريق أَبي عوانة، عن عمر بن أَبي سلمة، عن أَبية، عن أَبي هريرة. وعمر بن أَبي سلمة ضعيف يعتبر به.
قلنا: قد روي عن عائشة أنها أنكرت على أبي هريرة تحديثه بهذا، وأخبرت أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما قصد بذلك إنساناً بعينه، فقد أخرج الطحاوي في "مشكل الآثار" (٩١٠) ، والحاكم ٢/٢١٥، وعنه البيهقي ١٠/٥٨ من طريق سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عروة قال: بلغ عائشة أن أبا هريرة يقول: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ولد الزنى شر
الثلاثة" فقالت: يرحم الله أبا هريرة، أساء سمعاً، فأساء إجابة - هكذا في الحديث، وأما أهل اللغة فيقولون: إنه أساء سمعاً، فأساء جابةً، بلا ألف - ثم رجعنا إلى حديث الزهري، عن عائشة - لم يكن الحديث على هذا، إنما كان رجلّ يؤذي رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أما إنه مع ما به ولَد زنى" وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هو شر الثلاثة". وصححه الحاكم على شرط مسلم، فوهم، وتعقبه الذهبي بقوله: كذا قال: وسلمة لم يحتح به مسلم، وقد وُثِّق وضعفه ابن راهويه. قلنا: ممن وثقه يحيى بن معين وقال: سمعت جريراً يقول: ليس من لدن بغداد إلى أن تبلغ خراسان أثبت في ابن إسحاق من سلمة بن الفضل.
ومما يؤيد رواية ابن إسحاق هذه أن عائشة رضي الله عنها كانت إذا قيل لها: هو شر الثلاثة (يعني ولد الزنى) ، عابت ذلك وقالت: ما عليه من وزر أبويه، قال الله: (ولا تَزِرُ وازرةٌ وِزْرَ أُخرى) . أخرجه عنها عبد الرزاق (١٣٨٦٠) و (١٣٨٦١) ، والحاكم ٤/١٠٠، والبيهقي ١٠/٥٨، وسنده صحيح.
وأما ما روي عنها مرفوعاً في "المسند" ٦/١٠٩، وفي "سنن البيهقي"=

الصفحة 463