كتاب مسند أحمد - ط الرسالة (اسم الجزء: 13)

٨٢١٥ - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبٌ (١) مِنَ الزِّنَا، أَدْرَكَ لَا مَحَالَةَ، فَالْعَيْنُ زِنْيَتُهَا النَّظَرُ، وَيُصَدِّقُهَا الْأَعْرَاضُ، وَاللِّسَانُ زِنْيَتُهُ الْمَنْطِقُ (٢) ، وَالْقَلْبُ التَّمَنِّي، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ مَا ثَمَّ وَيُكَذِّبُ " (٣)
٨٢١٦ - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّمَا قَرْيَةٍ أَتَيْتُمُوهَا فَأَقَمْتُمْ فِيهَا،
---------------
= وسيأتي من طريق خلاس عن أَبي هريره برقم (١٠٣٨٤) .
(١) هكذا في (ظ ٣) و (عس) ، وفي (م) و (ل) وبقية النسخ: نصيبه.
(٢) هكذا في (ظ ٣) و (عس) ، وفي (م) و (ل) وبقية النسخ: النطق.
(٣) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن حبان (٤٤٢١) .
وانظر ما سلف برقم (٧٧١٩) .
قوله: "فالعين زِنيتها النظر"، قال في "طرح التثريب" ٨/٢٠: بكسر الزاي وإسكان النون، أي: هيئة زناها للسبب كهيئة الزنى الحقيقي الذي هو إيلاج الفَرْج في الفَرْج المحرَّم، وإنما هيئته النظر، والفِعْلة بالكسر للهيئة، ولو روي "زَنْيتها" بالفتح على المرَّة لصحَّ، ولكن الكسر على الهيئة أظهر، وهو المروي.
وقوله: "ويصدِّقها الإِعراضُ" الظاهر أن معناه: يُصدِّق العين الإِعراضُ، أي: يجعلها ذات صدقٍ، فإذا أعرضت بعد نظرها، وغَضَّت عنه النظر المحرَّم، فهي ذات صدقٍ ماشية على الاستقامة ... فمعنى التصديق هنا غير معناه في قوله: "والفَرْج يُصدِّق ما ثَمَّ ويكذب" فإن معنى التصديق هناك: تحقيق للزنى بالفرج، ومعنى التكذيب: أن لا يُحقِّقَه بالإِيلاج، فصارت تلك النظرةُ كأنها كاذبة لم يتصل بها مقصودها، فالتصديق هنا محمودٌ، والتصديق هناك مذموم.
وقوله: "والقلبُ التمني"، وفي رواية ابن حبان "والقلبُ زِناه التمني"، وسيأتي كذلك في رواية الحسن عن أبي هريرة برقم (٨٣٥٦) ، ويأتي الكلام عليه هناك.

الصفحة 529