كتاب مسند أحمد - ط الرسالة (اسم الجزء: 17)

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ (١) ، قَالَ: جَاءَ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ أَتَى فَاحِشَةً فَرَدَّدَهُ (٢) مِرَارًا، قَالَ: ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا فَرَجَمْنَاهُ، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا إِلَى الْحَرَّةِ فَرَجَمْنَاهُ، ثُمَّ وَلَّيْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْنَاهُ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْعَشِيِّ، قَامَ (٣) : فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " مَا بَالُ أَقْوَامٍ " " سَقَطَتْ عَلَى أَبِي كَلِمَةٌ " (٤)
---------------
(١) في (ص) و (م) زيادة: الخُدري.
(٢) في (ص) و (م) : فرده. وهو الموافق لرواية مسلم وابن حبان. وانظر شرح السندي الآتي.
(٣) في (س) و (م) : قال. وفي هامش (س) : قام.
(٤) حديث صحيح، هُشيم- وهو ابن بشير، وإن عنعن- متابع. وباقي رجاله ثقات من رجال مسلم. أبو نضْرة: هو المنذر بن مالك بن قُطعة العبدي.
وأخرجه مطولاً مسلم (١٦٩٤) (٢١) ، وابنُ حبان (٤٤٣٨) ، والحاكم ٤/٣٦٢ من طريق يزيد بن زُريع، عن داود بن أبي هند، بهذا الإسناد، وعندهم الكلمة التي سقطت على الإمام أحمد، وهي: "ما بالُ أقوامٍ إذا غزونا يتخلفُ أحدُهم عنا، له نبيب كنبيب التيْس، على أن لا أوتى برجل فعل ذلك إلا نكلْتُ به".
قال: فما استغفر له ولا سبه. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! وهو عند مسلم كما مر.
والنبيْبُ: صوتُ التيس عند السفاد، وهو كناية عن إرادة الوقاع لشدة توقانه إليه.
وأخرجه مسلم (١٦٩٤) أيضاً بنحوه من طرق أخرى عن داود، به.
وروى مسلم (١٦٩٥) من حديث بريدة خبر ماعز بن مالك هذا، وجاء فيه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: استغفروا لماعز بن مالك، قال: فقالوا: غفر الله لماعز بن =

الصفحة 13