كتاب مسند أحمد - ط الرسالة (اسم الجزء: 17)

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ يَعْمَلُ فِي صَخْرَةٍ صَمَّاءَ لَيْسَ لَهَا بَابٌ، وَلَا كُوَّةٌ لَخَرَجَ عَمَلُهُ لِلنَّاسِ كَائِنًا مَا كَانَ " (١)
---------------
= والسلام، فقال: يا محمد، إن الله لم يبعثك جباراً ولا متكبراً، فدعا النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأعرابى، فقال: "اقتص مني"، فقال الأعرابي: قد أحللتك بأبي أنت وأمي، وما كنتُ لأفعل ذلك أبداً ولو أتيت على نفسي. فدعا له بخير. قال الحاكم: تفرد به أحمد بن عبيد (يعني ابن ناصح النحوي) ، عن محمد بن مصعب، ومحمد بن مصعب ثقة، فتعقبه الذهبي بقوله: قال ابن عدي: أحمد بن عبيد صدوق له مناكير، ومحمد ضعيف.
قال السندي: قوله: "تعال" بفتح اللام. "فاستقد"، أي: اطلب القصاص مني، والحديث يدل على القصاص في التأديب إذا زاد على حده. قال السيوطي في "حاشية أبي داود": ورد في القصاص من نفسه أحاديث، منها عن أسيد بن حُضير، أخرجه أبو داود في آخر الكتاب، ومنها ما أخرجه الحاكم عن حبيب بن مسلمة ... ومنها قصص أخر في عدة أحاديث أخرجتها في جزء.
(١) إسناده ضعيف، ابنُ لهيعة -وهو عبد الله، وإن يكن سييء الحفظ- متابع، لكن تبقى علته في دراج -وهو ابنُ سمعان أبو السمح- فإنه ضعيف في حديثه عن أبي الهيثم -وهو سليمان بن عمرو العُتواري-.
وأخرجه أبو يعلى (١٣٧٨) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ابنُ حبان (٥٦٧٨) من طريق عمرو بن الحارث، عن دراج، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" ١٠/٢٢٥، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وإسنادهما حسن!
قال السندي: قوله: "لخرج عمله للناس"، أي: ظهر لهم إذا أراد الله تعالى إظهاره.

الصفحة 330