كتاب مسند أحمد - ط الرسالة (اسم الجزء: 17)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
= ما قارنه من جهد العبد في تحصيله وصرفه.
قوله: "خضرة حلوة"، أي: مرغوبة من جهة الزينة واللذة، فيقارنها الإفراط في تحصيلها وصرفها، فيؤدي ذلك إلى الهلاك.
قوله: "الربيع"، قيل: هو الفصل المشهور بالإنبات، وقيل: هو النهر الصغير المنفجر عن النهر الكبير.
قوله: "حبطاً" بفتحتين مع إهمال الحاء، أي: انتفاخاً.
قوله: "أو يلم" بضم ياء وكسر لام: من الإلمام، أي: يقرب من القتل.
قوله: "إلا آكلة الخضر": كلمة "إلا" استثنائية. والأكلة بمد الهمزة. والخضر: بفتح خاء معجمة، وكسر ضاد معجمة، قيل: نوع من البقول ليس من جيدها وأحرارها. وقيل: هو كلأ الصيف اليابس، والاستثناء متقطع، أي: لكن آكلة الخضر تنفع بأكلها، فإنها تأخذ الكلأ على الوجه الذي ينبغي، وقيل: متصل، مفرغ في الإثبات، أي: يقتل كل آكله إلا آكلة الخضر، والحاصل أن ما ينبته الربيع خير لكن مع ذلك يضر إذا لم تستعمله الأكلة على وجهه، وإذا استعمل على وجهه لا يضر، فكذلك المال، والله تعالى أعلم بحقيقة الحال.
قوله: "حتى امتدت خاصرتاها"، أي: شبعت.
قوله: "واستقبلت الشمس": تستمرىء بذلك.
قوله: "فثلطت" بفتح مثلثة واللام، أي: ألقت رجيعها سهلاً رقيقاً.
وقال الأزهري: فيه مثلان ضُرب أحدهما للمفْرط في جمع الدنيا ومنعها من حقها، وضُرب الآخر للمقتصد في أخذها والانتفاع بها. فأما قوله: فإن مما ينبت الربيع يقتل حبطاً، فهو مثل للمفرط الذي يأخذها بغير حق، وذلك أن الربيع ينبت أحرار العشب فتستكثر منها الماشية حتى تنتفخ بطونها لما قد جاوزت حد الاحتمال فتنشق أمعاؤها فتهلك، كذلك الذي يجمع الدنيا من غير حلها، ويمنع
ذا الحق حقه يهْلك في الآخرة بدخول النار.
وأما مثل المقتصد، فقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إلا آكلة الخضر ... " وذلك أن الخضر =

الصفحة 86