كتاب مسند أحمد - ط الرسالة (اسم الجزء: 18)

١١٧٨١/١- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي مِنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنِي الْأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدٍ الطَّائِيِّ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَدْخُلُ
---------------
الزبيري، وأبو عُبيد: هو المَذْحِجي، حاجب سليمان بن عبد الملك.
وأخرجه مختصراً أبو داود (٦٩٩) من طريق أبي أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (٩٤٦) مختصراً من طريق أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد، به، مرفوعاً.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٢/٨٧ دون قوله: "فمن استطاع.."، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات.
وقد سلف نحوه من حديث عبد الله بن مسعود في الرواية رقم (٣٩٢٦) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وقوله: "فمن استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين القبلة أحد فليفعل". سلف نحوه برقم (١١٢٩٩) .
قال السندي: قوله: "لو رأيتموني وإبليس" بالنصب: عطف على المفعول، وجعلُه مفعولاً معه بعيد.
قوله: "فأهويت بيدي"، أي: أخذته بيدي.
قوله: "لأصبح مربوطاً": لم يرد أن الدعوة منعت عن ربط الشيطان، لأنه يلزم منه عدم استجابتها، لأن الدعوة كانت بتمام الملك، وربط الشيطان لا يوجب عدم استجابتها، وإنما أراد أنه كان من أخص ملك سليمان ربط الشياطين والتصرف فيها، فربطه كان موهماً لعدم استجابة الدعوة، فتركه دفعاً للإيهام غير اللائق، والله تعالى أعلم.
قلنا: يشير صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى قوله تعالى على لسان سليمان: (وَهَبْ لي مُلْكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعدي إنك أنت الوهاب) [سورة ص: ٣٥] .

الصفحة 304