كتاب مسند أحمد - ط الرسالة (اسم الجزء: 18)

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ الْأَرْضِ مَسْجِدٌ وَطَهُورٌ إِلَّا الْمَقْبَرَةَ وَالْحَمَّامَ " (١)
---------------
(١) حديث صحيح، محمدُ بنُ إسحاق -وإن عنعن-، قد تُوبع، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الصحيح أحمدُ بنُ عبد الملك: هو ابن واقد الحراني، ومحمدُ بنُ سلمة: هو الحراني. وهذا الحديث رُوي بإسنادٍ مرسل أيضاً رواه سفيان الثوري، واختُلف في أيهما أصح وصلُه أم إرسالُه؟ فرجح إرسالَه الترمذي في "سننه"، فقال بإثر الرواية (٣١٧) عنده: وكأن رواية الثوري عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أثبت وأصح. وقال الدارقطني في "العلل" ٤/ورقة ٣: والمرسلُ
المحفوظ. ونقل الزيلعي في "نصب الراية" ٢/٣٢٤ أن النووي ضعفه في "الخلاصة"، ونقل عن الشيخ ابن دقيق العيد قولَه في "الإمام": حاصلُ ما أعِل به الإرسال، وإذا كان الرافعُ ثقةً فهو مقبول. قلنا: قد رفعه حمادُ بنُ سلمة كما سيرد برقم (١١٩١٩) ، وتابعه الدراوردي -كما سيرد في التخريج- وعبد الواحد بن زياد كما سيرد برقم (١١٩١٩) ، ومحمدُ بنُ إسحاق في هذه الرواية، وعمارةُ بن غزية عن يحيى بن عمارة عند ابن خزيمة والبيهقي كما سيرد، فهؤلاء خمسة رفعوه، أكثرهم ثقات، مما يرجح وصله على إرسال الثوري وحده.
وأخرجه الترمذي (٣١٧) ، والدارمي ١/٣٢٣، والبيهقي في "السنن" ٢/٤٣٥، والبغوي في "شرح السنة" (٥٠٦) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عمرو بن يحيى بن عمارة، بهذا الإسناد. وصححه ابنُ خزيمة (٧٩١) . ولم يرد عندهم لفظ: "وطهور"، فقد انفرد به أحمد في هذه الرواية.
ولم يرد في الروايات الآتية. قال الترمذي: هذا حديث فيه اضطراب. قلنا: يعني من جهة إسناده، حيث رُوي مرسلاً وموصولاً، وبسطنا القول في ذلك آنفاً، وسيرد مزيد بحثٍ فيه في الرواية المرسلة الآتية برقم (١١٧٨٨) .
وسيأتي بالأرقام (١١٧٨٨) و (١١٧٨٩) و (١١٩١٩) .
وفي الباب عن ابن عمر عند الترمذي (٣٤٦) ، وابن ماجه (٧٤٦) ، والبغوي =

الصفحة 308