كتاب مسند أحمد - ط الرسالة (اسم الجزء: 18)

١١٧٨٨ - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ حَمَّادٌ فِي حَدِيثِهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، - وَلَمْ يُجِزْ سُفْيَانُ أَبَاهُ قَالَ -: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْأَرْضُ كُلُّهَا مَسْجِدٌ إِلَّا الْمَقْبَرَةَ وَالْحَمَّامَ " (١)
---------------
(١) حديث صحيح، وله إسنادان: أحدهما موصول من طريق حماد بن سلمة، والآخر مرسل من طريق سفيان الثوري، وهذا معنى قوله: "ولم يجز سفيان أباه" يعني: ثم يذكر أبا سعيد بعد يحيى بن عمارة والد عمرو بن يحيى، وهذا تصريح أن رواية الثوري مرسلة، وصرح أيضاً بكونها مرسلة الترمذي في "سننه"، وكذلك البيهقي في "السنن" ٢/٤٣٤-٤٣٥، فقال: "حديث الثوري مرسل"، ثم
ذكر أن من وَصَلَه فقد أخطأ، فقال: "وقد رُوي موصولاً وليس بشي"، ومع ذلك ظن الشيخ أحمد شاكر من سياقة إسناد البيهقي -وهو من طريق يزيد بن هارون شيخ أحمد بهذين الإسنادين- أن طريق الثوري موصول أيضاً. غيرَ ملتفتٍ إلى تصريح البيهقي في إرساله وخطأ من وَصَلَه، فقال في تعليقه على "سنن" الترمذي ٢/١٣٣: ولا أدري كيف يزعم الترمذي ثم البيهقي أن الثوري رواه مرسلاً في حين أن روايته موصولة أيضاً! ثم قال: وأنا لم أجده مرسلاً من رواية الثوري، إنما رأيتُه كذلك من رواية سفيان بن عيينة، فلعله اشتبه عليهم سفيان بسفيان.
قلنا: كيف يشتبه عليهم واحد بآخر؟! وهذه هي رواية الثوري المرسلة في هذا الحديث، وأخرجها مرسلةً أيضاً عبدُ الرزاق وابنُ أبي شيبة كما سيرد، وهي كذلك عند البيهقي، لكن خفيت عليه رحمه الله تعالى. ويظهر أن الحافظ ابن حجر عزل قولَ البيهقي: "وقد روي موصولاً وليس بشي" عما قبله -وهو في تأكيد إرسال رواية الثوري فقط- فظن أنه يرجح المرسل، كما ذكر في "تلخيص الحبير"
١/٢٧٧.
وأخرجه ابن ماجه (٧٤٥) ، وأبو يعلى (١٣٥٠) ، والبيهقي في "السنن" =

الصفحة 312