كتاب مسند أحمد - ط الرسالة (اسم الجزء: 18)

١١٨٣٦ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو شُجَاعٍ، عَنْ أَبِي السَّمْحِ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} [المؤمنون: ١٠٤] ، قَالَ: " تَشْوِيهِ النَّارُ، فَتَقَلَّصُ شَفَتُهُ الْعُلْيَا، حَتَّى تَبْلُغَ وَسَطَ رَأْسِهِ، وَتَسْتَرْخِي شَفَتُهُ السُّفْلَى حَتَّى تَضْرِبَ سُرَّتَهُ " (١)
---------------
وقال السندي: قوله: "فيقولون: وما لنا لا نرضى": فيه أن الإنسان في تلك الدار لا يبقى على هذا الحرص في هذه الدار، بل يظهر فيه آثار الغنى ويزول حال الفقر، وإلا فقد جاء أنه لو كان له واديان من ذهب لابتغى إليهما ثالثاً، والله تعالى أعلم.
وقال الحافظ في "الفتح" ١٣/٤٨٨: وفيه -أي هذا الحديث- دليل على رضا كل من أهل الجنة بحاله مع اختلاف منازلهم وتنويع درجاتهم، لأن الكل أجابوا بلفظ واحد وهو: "أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك"، وبالله التوفيق.
(١) إسناده ضعيف لضعف أبي السمْح -وهو دراج بن سمعان- في روايته عن أبي الهيثم: وهو سليمان بن عمرو العُتْواري، وبقية رجاله ثقات. علي بن إسحاق: هو السلَمي المروزي، عبد الله: هو ابن المبارك.
وأخرجه الترمذي (٢٥٨٧) و (٣١٧٦) ، وأبو يعلى (١٣٦٧) ، والحاكم ٢/٢٤٦، ٣٩٥، وأبو نعيم في "الحلية" ٨/١٨٢، والبيهقي في "البعث والنشور" (٥٥٨) ، والبغوي في "شرح السنة" (٤٤١٦) من طرق عن عبد الله بن المبارك، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب! وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي!
قال السندي: قوله: "فتقلص"، أي: ترتفع، وهذا بيان لما يعرضه من قبح الصورة.

الصفحة 350