١٤٧٩٢ - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، وحَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَطَاءٍ، أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ، أَخْبَرَهُ، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا حُدِّثَ الْإِنْسَانُ حَدِيثًا، وَالْمُحَدِّثُ يَتَلَفَّتُ (١) حَوْلَهُ، فَهُوَ أَمَانَةٌ " (٢)
---------------
= قطعت". قال مالك: أرى ذلك من العين.
قوله: "لا تقلدوها الأوتار" قال أبو عبيد في "غريب الحديث" ٢/٢: معنى الأوتار هاهنا: الذحول (يعني الثأر) يقول: لا يطلبون عليها الذحولَ التي وُتِروا بها في الجاهلية. قال أبو عبيد: هذا معنىً يذهب إليه بعض الناس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أراد: لا تطلبوا عليها الذحول، وغير هذا الوجه أشبه عندي بالصواب، قال: سمعت محمد بن الحسن يقول: إنما معناها أوتار القِسِيّ، وكانوا يقلدونها تلك فتختنق، يقال: لا تقلدوها بها، ومما يصدق ذلك حديث هشيم، عن أبي بشر، عن سليمان اليشكري، عن جابر أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر أن تقطع الأوتار من أعناق الخيل، قال أبو عبيد: وبلغني عن مالك بن أنس أنه قال: إنما كان يفعل ذلك بها مخافة العين عليها. قال: حدثنيه عنه أبو المنذر الواسطي: يعني أن الناس كانوا يقلدونها لئلا تصيبها العين، فأمرهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقطعها، يُعلمهم أن الأوتار لا تَرُدُ من أمر الله شيئاَ، وهذا أشبه بما كره من التمائم. وانظر "فتح
الباري" ٦/١٤١-١٤٢.
(١) في (م) و (ق) : يلتفت.
(٢) حسن لغيره، وهذا إسناد حسن في الشواهد من أجل عبد الرحمن بن عطاء، وباقي رجال الإسناد ثقات. أبو سلمة الخزاعي: هو منصور بن سلمة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (٣٣٨٨) من طريق سعيد بن أبي مريم، والبيهقي في "الآداب" (١٢٠) ، وفي "الشعب" (١١١٩٢) من طريق ابن وهب، وفي "الشعب" (١١١٩٣) من طريق يحيى بن صالح، ثلاثتهم عن سليمان بن بلال، بهذا الإسناد.
وخالفهم موسى بن داود الضبي كما سيأتي برقم (١٥٢٤٢) فرواه عن=