فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ: أَنَا لَهُ يَا رَسُولَ اللهِ، وَأَنَا، وَاللهِ الْمَوْتُورُ الثَّائِرُ، قَتَلُوا أَخِي بِالْأَمْسِ قَالَ: " فَقُمْ إِلَيْهِ، اللهُمَّ أَعِنْهُ عَلَيْهِ "، فَلَمَّا دَنَا أَحَدُهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ، دَخَلَتْ بَيْنَهُمَا شَجَرَةٌ عُمْرِيَّةٌ مِنْ شَجَرِ الْعُشَرِ، فَجَعَلَ أَحَدُهُمَا يَلُوذُ بِهَا مِنْ صَاحِبِهِ، كُلَّمَا لَاذَ بِهَا مِنْهُ اقْتَطَعَ بِسَيْفِهِ مَا دُونَهُ، حَتَّى بَرَزَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِصَاحِبِهِ، وَصَارَتْ بَيْنَهُمَا كَالرَّجُلِ الْقَائِمِ مَا فِيهَا فَنَنٌ، ثُمَّ حَمَلَ مَرْحَبٌ عَلَى مُحَمَّدٍ فَضَرَبَهُ فَاتَّقَاهَا (١) بِالدَّرَقَةِ، فَوَقَعَ سَيْفُهُ فِيهَا فَعَضَّتْ بِهِ، فَأَمْسَكَتْهُ، وَضَرَبَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ حَتَّى قَتَلَهُ (٢)
---------------
(١) في (م) : فاتقى.
(٢) إسناده حسن، رجاله رجال الصحيح غير ابن إسحاق، فقد روى له أصحاب السنن، ومسلم في المتابعات، وهو حسن الحديث.
والحديث في "سيرة ابن هشام" ٣/٣٤٧ و٣٤٨ عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (١٨٦١) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، والحاكم ٣/٤٣٦-٤٣٧، والبيهقي في "السنن" ٩/١٣١، وفي "الدلائل" ٤/٢١٥-٢١٦ من طريق يونس بن بكير، كلاهما عن ابن إسحاق، به.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" ٤/٢١٦ من طريق الفضل بن عبيد الله بن رافع بن خديج، عن جابر مختصراً: أن محمد بن مسلمة قتل مرحباً. وإسناده ضعيف.
وفي الباب عن سلمة بن الأكوع عند مسلم (١٨٠٧) ، وسيأتي ٤/٥١-٥٢.
وعن بريدة الأسلمي، وسيأتي ٥/٣٥٨-٣٥٩.
وفيهما أن الذي قتل مرحباً اليهودي هو علي بن أبي طالب.
قال النووي في "شرح مسلم" ١٢/١٨٦: هذا هو الأصحُ: أن عليّاً هو قاتل مرحب، وقيل: إنَ قاتل مرحب هو محمد بن مسلمة، قال ابن عبد البر=