كتاب مسند أحمد - ط الرسالة (اسم الجزء: 24)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
= السواك وأحوال ما يستاك به، ثم انتزع ذلك من أعم من السواك وهو المضمضة إذ هي أبلغ من السواك الرطب.
وقال في "التلخيص" ١/٦٢: وهذا (يعني السواك أول النهار وآخره للصائم) اختيار أبي شامة وابن عبد السلام والنووي، وقال: إنه قول أكثر العلماء ومنهم المزني.
وسيأتي برقم (١٥٦٨٨) .
وفي الباب عن عائشة مرفوعاً عند ابن ماجه (١٦٧٧) ، والدارقطني ٠٣/٢٢ بلفظ: "من خير خصال الصائم السواك". قال في "الزوائد": في إسناده مجالد، وهو ضعيف، لكن له شاهد من حديث عامر بن ربيعة رواه البخاري وأبو داود والترمذي، وقال الدارقطني: مجالد غيره أثبت منه. قلنا: قوله: رواه البخاري، فيه تجوز، فالبخاري إنما علَّقه عنه بصيغة التمريض كما سبق.
وعن معاذ بن جبل عند الطبراني ٢٠/ (١٣٣) من طريق عبد الرحمن بن غنم قال: سألت معاذ بن جبل: أتسوكُ وأنا صائم؟ قال: نعم. قلت: أيَّ النهارِ أتسوك؟ قال: أيَّ النهار شئت، إن شئت غدوة، وإن شئت عشية- قلت: إن الناس يكرهونه عشية، قال: ولم؟ قلت: يقولون: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لخُلُوف فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك" فقال: سبحان الله، لقد أمرهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالسواك حين أمرهم وهو يعلم أنه لا بد أن يكون بفم الصائم خُلُوف وإن استاك، وما كان بالذي يأمرهم أن يُنتنوا أفواههم عمداً، ما في ذلك من الخير شيء، بل فيه شرٌَّ، إلا من ابتُلي ببلاءٍ لا يَجِدُ منه بداً.
قلت: والغبار في سبيل الله أيضاً كذلك، إنما يؤجر فيه من اضطر إليه ولم يجد عنه محيصاً؟ قال: نعم، وأما من ألقى نفسه في البلاء عمداً فما له من ذلك من أجر.
وقد جود إسناده الحافظ في "التلخيص" ٢/٢٠٢، وأورده الهيثمي في "المجمع" ٣/١٦٥، وقال: وفيه بكر بن خنيس، وهو ضعيف، وقد وثقه ابن مَعِين في رواية. قلنا: ولذا فإسناده محتمل للتحسين. =

الصفحة 449