كتاب مسند أحمد - ط الرسالة (اسم الجزء: 27)

فَقَدِمْنَا إِلَيْهِمْ فَأَخَذْنَاهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلْ جِئْتُمْ فِي عَهْدِ أَحَدٍ، أَوْ هَلْ جَعَلَ لَكُمْ أَحَدٌ أَمَانًا؟ " فَقَالُوا: لَا، فَخَلَّى سَبِيلَهُمْ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا} [الفتح: ٢٤] (١)
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: قَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، فِي هَذَا الْحَدِيثِ: عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، وَقَالَ حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، وَهَذَا
---------------
(١) حديث صحيح، حسين بن واقد: وهو المروزي، مختلف فيه، وهو حسن الحديث، وقال أحمد: في أحاديثه زيادة، ما أدري أي شيء هي. ونفض يده. وقد أخرج له مسلم متابعة، وقد خالف في هذا الحديث حماد بن سلمة في روايته عن ثابت، عن أنس كما سلف ٣/١٢٢، ٢٦٨، وحماد أثبت الناس
في ثابت، وثابت أثبت أصحاب أنس بعد الزهري. وترجيح عبد الله بن أحمد عقب هذا الحديث رواية حسين بن واقد هو ترجيح مردود بما قدَّمنا، والله أعلم.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (١١٥١١) - وهو في "التفسير" (٥٣١) - والطبري في "التفسير" ٢٦/٩٤ و٩٣- ٩٤، والحاكم ٢/٤٦٠- ٤٦١، والبيهقي في "السنن" ٦/٣١٩ من طرق عن حسين بن واقد، بهذا الإسناد، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، إذ لا يبعد سماع ثابت من عبد الله بن مغفل، وقد اتفقا على إخراج حديث معاوية بن قرة وحميد بن هلال عن ابن مغفل، وثابت أسن منهما، ووافقه الذهبي! قلنا: حسين بن واقد لم يحتج به البخاري، وإنما أخرج له تعليقاَ، وروى له مسلم متابعة.
وأورده الحافظ في "الفتح" ٥/٣٥١ مختصراً، وقال: إسناده صحيح!
وقد سلف حديث أنس ٣/١٢٢، ٢٦٨، وهو عند مسلم (١٧٨٤) و (١٨٠٨) .
وانظر حديث عبد الله بن عباس السالف برقم (٣١٨٧) .

الصفحة 355