كتاب مسند أحمد - ط الرسالة (اسم الجزء: 28)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
= عقبة خاصة مقال كما أشرنا إليه في الحديث السابق، وابن لهيعة سيئ الحفظ، وكان قد اختلط في آخر عمره، وهذا الحديث كان لا يرفعه في أول عمره فيما أسنده العقيلي في "الضعفاء" ٢/٢٩٥ عن عبد الله بن وهب، وهو من أعلم الناس وأثبتهم في حديث ابن لهيعة.
وأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلَاّم في "فضائل القرآن" ص٢٢-٢٣، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص٢٨٩، والفريابي في "فضائل القرآن" (١) ، والطبراني في "الكبير" ١٧/ (٨٥٠) ، وابن عدي في "الكامل" ٦/٢٤٦٠، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين" (٧٤٠) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" ٢/٣٢٣، والبغوي في "شرح السنة" (١١٨٠) من طرق عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (١٧٤٠٩) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، وبرقم (١٧٤٢٠) عن حجاج، كلاهما عن ابن لهيعة، به.
ولهذا الحديث شاهدان لا يُفرَحُ بهما، الأول: عن عصمة بن مالك عند الطبراني في "الكبير" ١٧/ (٤٩٧) ، وإسناده ضعيف جداً، فيه شيخ المصنف أحمد ابن رشدين المصري، وليس بالقوي، والفضل بن المختار قال الذهبي في "الميزان" ٣/٣٥٨: قال أبو حاتم: أحاديثه منكرة يحدِّث بالأباطيل. وقال الأزدي: منكر الحديث جداً. وقال ابن عدي: أحاديثه منكرة، عامَّتها لا يتابع عليها.
والثاني: عن سهل بن سعد عند ابن حبان في "المجروحين" ٢/١٤٨، والطبراني في "الكبير" (٥٩٠١) ، وابن عدي في "الكامل" ٥/١٩٣٣. وإسناده تالف، فيه عبد الوهاب بن الضحاك، وقد اتهم بالوضع.
قلنا: وعلى قول من يُمشِّي مثل حديث عقبة هذا، فإنه لا يحمل الحديث على ظاهره، بل يؤوِّله، فقد قال البغوي في "شرح السنة" ٤/٤٣٧: حُكي عن أحمد بن حنبل قال: معناه: لو كان القرآن في إهاب، يعني: في جلدٍ، في قلب رجل، يُرجى لمن القرآنُ محفوظ في قلبه أن لا تمسَّه النار.
وقال أبو عبد الله البوشنجي: معناه: أنَّ من حَملَ القرآنَ وقرأه لم تمسَّه النار يوم القيامة.

الصفحة 596