كتاب مسند أحمد - ط الرسالة (اسم الجزء: 32)

قُلْتُ: طَعَامٌ مَا أَدَعُهُ إِلَّا تَحَرُّجًا، قَالَ: " مَا ضَارَعْتَ فِيهِ نَصْرَانِيَّةً، فَلَا تَدَعْهُ " (١)
١٩٣٧٥ - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُجَالِدٍ، أَخْبَرَنِي عَامِرٌ، حَدَّثَنِي عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاةَ وَالصِّيَامَ، قَالَ: " صَلِّ كَذَا وَكَذَا، وَصُمْ، فَإِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ، فَكُلْ وَاشْرَبْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ (٢) الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ، وَصُمْ ثَلَاثِينَ يَوْمًا، إِلَّا أَنْ تَرَى الْهِلَالَ قَبْلَ ذَلِكَ ". فَأَخَذْتُ
---------------
(١) هو مكرر الحديث (١٨٢٦٢) غير شيخ أحمد، فهو هنا يحيى، وهو ابن سعيد القطان. وسلف تخريجه هناك.
قال السندي: قوله: "أراد شيئاً"، أي: الذكر الجميل في الناس.
وقوله: "ثم اذكر اسم الله": الظاهر أن "ثم" للتأخير في التعليم، وليس المراد ذكره حالة الأكل، والله تعالى أعلم.
قلنا: وقوله: "فلا تدَعْهُ": جاء في النسخ الخطية و (م) : "فلا فدَعه"، وهو محرَّف عن لفظ: "فلا تدعه" كما أثبتناه من جامع المسانيد وجاء على الصواب في الرواية (١٨٢٦٢) ولفظها: "لا تدع شيئا ضارعتَ فيه نصرانيةً". ولفظ: "فدعه" أيضاً مغاير لسياق روايات الحديث الأخرى، وقد تكلَّف السندي في توجيه هذه الرواية المحرفة، فقال: "ما ضارعتَ"، أي: الطعام الذي شابهتَ النصارى فيه، فلا خير فيه، فاللائق أن تدعه، فقوله: "فلا" معناه: فلا خير فيه، وقوله: "فدعه" متفرع على ذلك. اهـ، ثم تنبَّه رحمه الله في شرحه على حديث هُلْب الطائي ٥/٢٢٦ فأشار إلى ما وقع في حديث عدي بناءً على النسخ الخطية وقال: والظاهر أن التغيير من الرواة بحَسَب ما فهموا، والله
تعالى أعلم.
(٢) في (م) و (ق) : يتبين لك. وقد ضُرب على لفظة "لك" في (س) .

الصفحة 117