كتاب مسند أحمد - ط الرسالة (اسم الجزء: 32)

سَأَلْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ: كَمْ غَزَوْتَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " سَبْعَ عَشْرَةَ "
قَالَ: وَحَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزَا تِسْعَ عَشْرَةَ، وَأَنَّهُ حَجَّ بَعْدَمَا هَاجَرَ حَجَّةً وَاحِدَةً: حَجَّةَ الْوَدَاعِ " قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: وَبِمَكَّةَ أُخْرَى " (١)
---------------
(١) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسن بن موسى: هو الأشيب، وزهير- وهو ابن معاوية، وإن روى عن أبي إسحاق- وهو السبيعي- بعد الاختلاط- قد انتقى الشيخان له هذا الحديث.
وأخرجه مسلم (١٢٥٤) (٢١٨) من طريق حسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (٤٤٠٤) ، وفي "التاريخ الكبير" ٣/٣٨٥، ومسلم (١٢٥٤) (١٤٤) ص ١٤٤٧ (كتاب الجهاد والسير) ، والدارمي (١٧٨٦) ، وأبو عوانة ٤/٣٧٠ و٣٧٠- ٣٧١، والطبراني في "الكبير" (٥٠٤٣) (٥٠٤٩) ، والبيهقي في "الدلائل" ٥/٤٥٣ من طرق عن زهير بن معاوية، به.
وسلف برقم (١٩٢٨٢) .
قال الحافظ في "الفتح" ٨/١٠٧: اقتصاره على قوله: "أخرى" قد يُوهم أنه لم يحج قبل الهجرة إلا واحدة، وليس كذلك، بل حجَّ قبل أن يهاجر مراراً، بل الذي لا ارتاب فيه أنه لم يترك الحجَّ وهو بمكة قط، لأن قريشاً في الجاهلية لم يكونوا يتركون الحجَّ، وإنما يتأخر منهم عنه من لم يكن بمكة، أو عاقه ضعف، وإذا كانوا - وهم على غير دين- يحرصون على إقامة الحجِّ، ويرونه من مفاخرهم التي امتازوا بها على غيرهم من العرب، فكيف يُظنُّ بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه يتركه! وقد ثبت من حديث جُبير بن مُطعم أنه رآه في الجاهلية واقفاً بعرفة، وأن ذلك من توفيق الله له، وثبت دعاؤه قبائلَ العرب إلى الإسلام بمنى ثلاث سنين متوالية.

الصفحة 52