كتاب مسند أحمد - ط الرسالة (اسم الجزء: 34)

إِنَّهُ يُهَوَّنُ عَلَيْهِمَا مَا كَانَتَا رَطْبَتَيْنِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ إِلَّا فِي الْبَوْلِ، وَالْغِيبَةِ " (١)
٢٠٣٧٤ - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُيَيْنَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ،
---------------
(١) إسناده قوي، بحر بن مَرَّار- وهو ابن عبد الرحمن بن أبي بكرة- صدوق لا بأس به. وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري.
وأخرجه الطيالسي (٨٦٧) والبخاري في "التاريخ الكبير" ٢/١٢٧، والبزار في "مسنده" (٣٦٣٦) ، والعقيلي في "الضعفاء" ١/١٥٤، والطبراني في "الأوسط" (٣٧٥٩) ، وابن عديِ في "الكامل" ٢/٤٨٧، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (١٢٥) من طرق عن الأسود بن شيبان، بهذا الإسناد. وقال العقيلي: ليس بمحفوظ من حديث أبي بكرة إلا عن بحر بن مرار هذا، وقد صح من غير هذا الوجه.
وقد روي الحديث عن بحر بن مرار، عن أبي بكرة، دون ذكر عبد الرحمن ابن أبي بكرة، وسيأتي (٢٠٤١١) ، ورواية بحر عن أبي بكرة مرسلة، وروايتنا الموصولة هذه هي الصواب.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (٩٦٨٦) . وانظر هناك تتمة أحاديث الباب.
قوله: "وما يعذبان في كبير" قال السندي، أي: في أمر يشق عليهما الاحتراز عنه.
وقوله: "وبلى" لبيان أنه بواسطة الاعتياد صار الاحتراز عليهما شاقاً.
ويحتمل أن المراد بالكبير الذنب الكبير المقابل للصغير، والمراد أن ذنبهما كان صغيراً في نفسه، وصار بسبب اعتيادهما عليه كبيراً، فلا تناقض بين النفي والإثبات. قلنا: وفي حديث ابن عباس عند البخاري (٦٠٥٥) : "وما يعذبان في كبيرة، وإنه لكبير".
وقوله: "الغيبة" جاء في أحاديث أخرى: النميمة، وهما قريبتان.

الصفحة 8