كتاب مسند أحمد - ط الرسالة (اسم الجزء: 36)

دَفَنْتُمْ هَاهُنَا الْيَوْمَ ". قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، فُلَانٌ وَفُلَانٌ. قَالَ: " إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ الْآنَ وَيُفْتَنَانِ فِي قَبْرَيْهِمَا ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ فِيمَ ذَاكَ (١) ؟ قَالَ: " أَمَّا أَحَدُهُمَا: فَكَانَ لَا يَتَنَزَّهُ مِنَ الْبَوْلِ، وَأَمَّا الْآخَرُ: فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ ". وَأَخَذَ جَرِيدَةً رَطْبَةً فَشَقَّهَا، ثُمَّ جَعَلَهَا عَلَى الْقَبْرَيْنِ. قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، وَلِمَ فَعَلْتَ؟ قَالَ: " لِيُخَفَّفَ عَنْهُمَا ". قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، وَحَتَّى مَتَى هُمَا يُعَذَّبَانِ (٢) ؟ قَالَ: " غَيْبٌ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللهُ ". قَالَ: " وَلَوْلَا تَمَريجُ (٣) قُلُوبِكُمْ أَوْ تَزَيُّدُكُمْ فِي الْحَدِيثِ لَسَمِعْتُمْ مَا أَسْمَعُ " (٤)
---------------
(١) في (ظ ٥) : وما ذاك؟
(٢) في (م) و (ق) و (ر) : يعذبهما الله.
(٣) في (م) و (ق) : تمريغ، وفي هامش (ظ ٥) : تمرغ، والمثبت من (ظ ٥) .
(٤) إسناده ضعيف جداً كسابقه.
وأخرجه ابن ماجه (٢٤٥) ، والطبراني في "الكبير" (٧٨٦٩) من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد. رواية ابن ماجه مختصرة بأوله إلى قوله: "لئلا يقع في نفسه شيء من الكبر".
وفي باب قوله: قدَّمهم أمامه، عن جابر بن عبد الله سلف برقم (١٤٢٣٦) : كان أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمشون أمامه إذا خرج ويدعون ظهره للملائكة. وإسناده صحيح. وذكرنا له شاهدين هناك.
وفي باب قوله: "إنهما ليعذبان ... " عن أبي هريرة، سلف برقم (٩٦٨٦) ، وإسناده صحيح، وانظر شواهده هناك.
قال السندي: قوله: "وقر ذلك في نفسه" أي: ثقل، فكرهه.
"لئلا يقع" هذا على حسب ظن الراوي، فقد لا يكون السبب ذلك بل غيره =

الصفحة 626