٢٤٣٠٢ - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قِيلَ لَهَا: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ يَرْفَعُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ "، قَالَتْ: وَهِلَ أَبُو
---------------
= وعن أبي هريرة سمع رسوله الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقوله: "إذا فَرَغَ أحدُكم من التشهُّد الآخرِ، فليتعوَّذْ بالله من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر المسيح الدجال". وسلف برقم (٧٣٢٧) .
وعنه أن رسوله الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الفقر والعلة ... " وسلف برقم (٨٠٥٣) .
وعن أنس بنحوه، سلف برقم (١٢١١٣) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، ونزيد:
عن عبد الله بن أبي أوفى أن رسوله الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يدعو، فيقول: "اللهم طهِّرني بالثلج والبَرَدِ والماء البارد، اللهم طهِّر قلبي من الخطايا كما طهّرت الثوب الأبيض من الدنس، وباعِدْ بين ذنوبي كما باعَدْتَ بين المشرق والمغرب ... " وسلف برقم (١٩١١٨) و (١٩٤٠٢) .
قال الحافظ في "الفتح" ٢/٣١٩: وقد استُشكل دعاؤه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بما ذُكر مع أنه معصوم، مغفورٌ له ما تقدم وما تأخر، وأجيب بأجوبة أحدها: أنه قصد التعليم لأمته. ثانيها: أن المراد السؤال منه لأمته، فيكون المعنى هنا: أعوذ بك لأمتي. ثالثها: سلوك طريق التواضع، وإظهار العبودية، وإلزام خوف الله وإعظامه والافتقار إليه، وامتثال أمره في الرغبة إليه، ولا يمتنع تكرار الطلب مع تحقق الإجابة، لأن ذلك يُحَصِّلُ الحسنات: ويَرْفَعُ الدرجات، وفيه تحريض لأمته على ملازمة ذلك، لأنه إذا كان مع تحقق المغفرة لا يترك التضرع، فمن لم يتحقق ذلك أحدكما بالملازمة. وأما الاستعاذة من فتنة الدجالة مع تحقُّقه أنه لا يدركه، فلا إشكالا فيه على الوجهين الأولَين، وقيل على الثالث: يحتمل أن يكون ذلك قبل تحقق عدم إدراكه، ويدل عليه قوله في الحديث الآخر عند مسلم: "إنْ يخرج وأنا فيكم فأنا حجِيْجه". الحديث. والله أعلم.