وَالسَّلَامُ حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ لَمْ تَكُنْ فِي الْأَرْضِ دَابَّةٌ إِلَّا تُطْفِئُ النَّارَ عَنْهُ، غَيْرَ الْوَزَغِ، كَانَ يَنْفُخُ عَلَيْهِ، فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِهِ " (١)
---------------
(١) الأمر بقتل الوزغ صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير سائبة مولاة الفاكه، فقد انفرد بالرواية عنها نافع: وهو مولى ابن عمر، ولم يؤثر توثيقها عن غير ابن حبان.
وأخرجه ابن أبي شيبة ٥ / ٤٠٢ - ومن طريقه ابن ماجه (٣٢٣١) - وأبو يعلى (٤٣٥٧) - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (ترجمة سائبة) من طريقين عن جرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً عبد الرزاق (٨٤٠٠) عن الثوري، عن عاصم بن عبيد الله ابن عاصم، عن القاسم بن محمد قال: كان لعائشة رمح تقتل به الوزغ، وعاصم ضعيف.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (٨٣٩٢) عن معمر، عن الزهري عن عروة، عن عائشة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "كانت الضفادع تطفئ النار عن إبراهيم، وكان الوزغ ينفخ فيه، فنهى عن قتل هذا، وأمر بقتل هذا". وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
وسيأتي من طريق صحيح أن عائشة لم تسمع أمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقتل الوزغ،
وذلك فيما أخرجه البخاري (٣٣٠٦) ، وسيرد (٢٤٥٦٨) . ولفظه عند البخاري:
أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال للوزغ: " الفويسق" ولم أسمعه أمر بقتله.
قلنا: فما ورد من طريق عائشة، وفيه التصريح بسماعها ذلك من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَلٌّ بهذه الرواية، إلا أن تكون سمعت ذلك من بعض الصحابة، وإلى هذا ذهب الحافظ في "الفتح" ٦ / ٣٥٤، فقال: ولعل عائشة سمعت ذلك من بعض الصحابة.
وسيرد (٢٤٧٨٠) و (٢٥٦٤٣) و (٢٥٨٢٧) .=