كتاب مسند أحمد - ط الرسالة (اسم الجزء: 44)

حَدِيثًا فَضَحِكَتْ، فَقُلْتُ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ فَرَحًا أَقْرَبَ مِنْ حُزْنٍ، فَسَأَلْتُهَا عَمَّا قَالَ، فَقَالَتْ: مَا كُنْتُ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. سَأَلْتُهَا، فَقَالَتْ: إِنَّهُ أَسَرَّ إِلَيَّ، فَقَالَ: " إِنَّ جِبْرِيلَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، كَانَ يُعَارِضُنِي بِالْقُرْآنِ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً، وَإِنَّهُ عَارَضَنِي بِهِ الْعَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلَا أُرَاهُ إِلَّا قَدْ حَضَرَ أَجَلِي، وَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِي لُحُوقًا بِي، وَنِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ " فَبَكَيْتُ لِذَلِكَ (١) ، ثُمَّ قَالَ: " أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ، أَوْ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ،؟ " قَالَتْ: فَضَحِكْتُ لِذَلِكَ (٢)
---------------
(١) لفظ: "لذلك" ليس في (ظ٦) .
(٢) إسناده صحيح على شرط الشيخين. فراس: هو ابن يحيى الخارفي، والشعبي: هو عامر بن شَراحيل، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه ابن سعد ٢/٢٤٧-٢٤٨، والبخاري (٣٦٢٣) و (٣٦٢٤) ، وفي "الأدب المفرد" (١٠٣٠) ، وأبو يعلى (٦٧٤٤) و (٦٧٤٥) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (١٤٥) و (٥٩٤٥) ، والطبراني في "الكبير" ٢٢/ (١٠٣٢) ، والبيهقي في "الدلائل" ٦/٣٦٤، وابن الأثير في "أسد الغابة" ٧/٢٢٣ من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد.
قال ابن الأثير: قال أبو صالح: رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم، وهذا من غريب الصحيح، فإن زكريا روى عن الشعبي أحاديث في "الصحيحين"، وهذا يرويه عن فراس، عن الشعبي.
وأخرجه ابن أبي شيبة ١٤/١٢٩، ومسلم (٢٤٥٠) (٩٩) ، والنسائي في "الكبرى" (٨٣٦٨) ، وابن ماجه (١٦٢١) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٢٩٤٣) من طريقين عن زكريا، به.=

الصفحة 10