كتاب المسالك القويمة بتراجم رجال ابن خزيمة في الصحيح، والتوحيد، والفوائد (اسم الجزء: 1)

قال أَبُو بَكْر المَرُّوْذِي: سألت أَحْمَد بن حَنْبَل، عن حُمَيْد الخَزَّاز فقلت له: إن يَحْيَى يَتكلَّم فيه؟ ! قال: ما علمْتُه إلا ثقةً، قد كنَّا نَقْدُم عَلَيْه إلى الكُوْفَة؛ فنَنَزلُ عِنْده فيفيدُنا عن المُحَدِّثِين، ثم قَدِمَ إلى بَغْدَاد لِيَسْمَع "التَّفْسِير" من حُسَيْن المَرْوَزِي، فَنَزل عِنْدي، وطَبَخْنَا له كُرنيبة، فلما كان الليلة الثانية طَبَخْنا له كُرنيبة، فلمَّا كان الليلة الثالثة طَبَخَنا له كُرنيبة، فقال: يا أبا عَبْد الله، ما يُحْسنون بيتكم يَطْبخون إلا كُرنيبة؟ قال: فقلت: إِنِّي سَمِعْتُك تقول بالكُوْفَة: إنِّ نِساء آل خُرَاسَان يُجِدْن طَبْخ الكُرنيبة" (١).
وفي رِوَايَة: سَأَلْتُ أبا عَبْد الله عن حُمَيْد الخَزَّاز؟ قال: كُنَّا نَزْلنا عَلَيه أنا وخَلَف أيام أَبِي أُسَامَة، وكان أَبُو أُسَامَة يُكْرِمُه، قلت: يُكْتَب عَنْه؟ قال: أَرْجُو. وأَثْنَى عَلَيه. قلت: إِنِّي سَأَلْتُ يَحْيَى عَنْه فَحَمَل عَلَيْه حَمْلًا شَدِيْدًا، وقال: رجلٌ سَرَق كِتَاب يَحْيَى بن آدم، من عُبَيْد بن يَعِيْش ثم ادَّعَاه؟ ! قلت: يا أبا زَكَرِيَّا، أَنْتَ سَمِعْت عُبَيْد بن يَعِيْش يقول هذا؟ قال: لا، ولكن بعض أَصْحَابنا أَخْبَرَنِي، ولم يَكُنْ عِنْده حُجَّة غَيْر هذا! فَغَضِب أَبُو عَبْد الله، وقال: سُبْحَان الله، يُقْبَل مِثْل هذا؟ يسقط رجلٌ مثل هذا؟ ! قلت: يُكْتَب عَنْه؟ قال: أَرْجُو".
وقال الحاكم في "المَعْرِفَة": قال لي السَّبِيْعِي - يعني: أبا مُحَمَّد الحَسَن بن مُحَمَّد بن صَالِح الحافظ -: " ... حُدِّثْنَا عن حُمَيْد بن الرَّبِيع الخَزَّاز، قال: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْم.
قلتُ: وقد تُكُلِّم في حُمَيْد، فقال: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن جابِر الفَقِيْه، قال: حَدَّثَنِي عَبْد الله بن أَحْمَد بن حَنْبَل قال: سألت أَبِي عن حُمَيْد بن الرَّبِيع؟
---------------
(١) أَخْرَجَه الخَطِيب في تارِيْخِه بإِسْناد صَحِيح.

الصفحة 433