كتاب المسالك القويمة بتراجم رجال ابن خزيمة في الصحيح، والتوحيد، والفوائد (اسم الجزء: 1)

ومُحَمَّد بن مُسْلِم، وسَمِعْتُ مِنْه بِبَغْدَاد، تَكَلّم النَّاس فِيه؛ فَتَرَكْتُ التَّحْدِيْث عَنْه".
وقال الحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل المَحَامِلِي قال: كُنْتُ يَوْمًا بِبَلَد وحُمَيْد بن الرَّبِيع يُمْلِي عَلَيْنَا مِنْ كُتُب وَكِيع، فأَمْلَى عن ابن عَوْن، عن ابن سِيْرِيْن، عن أَبِي هُرَيْرَة، عن النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لله تسعة وتسعُوْن اسمًا" فقالوا له: هَذَا مَوْقُوْفٌ؟ ! فقال: هَوَ عِنْدِي مَرْفُوْعٌ! فاطَّلَعْتُ في كِتَابِه، فإذا هو مَوْقُوْف" (١).
وقال مَسْلَمة بن قاسِم: "أَخْبَرَنَا عَنْهُ المَحَامِلِي ضَعِيفٌ".
وقال ابن عَدِي في "الكَامِل": "كان يَسْرِق الحَدِيث، وَيرْفَع أَحَادِيث مَوْقُوْفَة، وَرَوَى أَحَادِيث عن أَئمّةِ النَّاس غَيْر مَحْفُوْظَة عَنْهُم ... ، ولِحُمَيْد بن الرَّبِيع أَحَادِيث كَثِيْرة بعضها سرقه من الثِّقَات، وبَعْضُهَا من المَوْقُوْفَات رفعها، وبعضها زاد في أَسَانِيْده؛ فَجَعَل بَدَل ضعيفٍ ثِقَة، وهو أكثر من ذلك، فاسْتَغْنَيْتُ بِمِقْدَار ما ذَكَرْتُهُ مِنْ مَنَاكِيرِهِ وبَوَاطِيْلِهِ؛ لكي يُسْتَدل به على كَثِيرِ ما رَوَاهُ، وهو ضَعِيفٌ جِدًّا في كل ما يَرْوِيه".
وقال أَبُو أَحْمَد الحاكِم في "الأَسَامِي والكُنَى": "أَرَاهم كَتَبُوا عَنْه بِبَغْدَاد، كان مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن خُزَيْمَة يَتَبَرَّأ مِنْ عُهْدَته، ورأيتُ أبا العَبَّاس أَحْمَد بن مُحَمَّد بن سَعِيد الهَمْدَاني يُضَعّفه، رَوَى لنا مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن خُزَيْمَة عَنْه، عن أَبِي عاصِم، عن أَيْمَن بن نَابِل، وسُفْيَان الثَّوْرِي، وابن جُرَيْج، عن أَبِي الزُّبَيْر، عن جابِر، عن النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - حَدِيث التَّشَهُد، كل إِسناد مِنْها مُعَقّب بنحو الآخر، وهذه الأَحَادِيث مُنْكَرَة، لا يَحْتَمِلها أَبُو عاصِم؛ اللهم إلا حَدِيث أَيْمَن بن نَابِل؛ فإنَّه
---------------
(١) أَخْرَجَه ابن عَدِي في كَامِلِه مِنْ طَرِيقِ شَيْخِه ابن عُقْدَة.

الصفحة 435