كتاب المسالك القويمة بتراجم رجال ابن خزيمة في الصحيح، والتوحيد، والفوائد (اسم الجزء: 1)

فولي قَسْم مال فاختار أكثره، وبنى داره بحضرة المَسْجِد فحمل على طريق المُسْلِمين، وأدخل في داره منه أَذْرعًا منه، فَهَدَمْتُ عَلَيه داره، وردت في طريق المُسْلِمين ما أخذ منه.
فتكّلم عُثْمَان بن أَبِي الرَّبِيع، فقال: مَنْ هذا؟ قِيل: عُثْمَان بن أَبِي الرَّبِيع. فقال: ليس هذا من مجالسي هذا يا أَمِير المُؤمنين، هذا صاحب سَخَط، ولهو وباطل، هذا قيض على هِر حمار بدرهم! فقال المَهْدِي: دعوا الفُحْش، واقصدوا لما جِئْتُم له! فقال عُثْمَان: يا أَمِير المُؤمِنِين، ألي يقال هذا؟ ! فإذا لم يكن هذا من مجالسي، من يكون؟ فوالله إني لعالم وإنه لجاهل، وسَتَرى مِصْداق ما أقول يا أَمِير المُؤمِنين! فلنبحث في رجل ترك ثلاث بَنات، وَأَوْصى بمثل نَصِيْب إِحْداهن. فَسَكَت، فقال المَهْدِي: أَجِب! فقال: لم أجيبه يا أَمِير المُؤمنين، وما يصلح هذا؛ إنّما بحسبه الذِّرَاع، فتبسّم المَهْدِي، وعَلِم أن لا علم له.
فقال الأنْصَارِي: يا أَمِير المُؤمِنين، وما يصلح هذا لولاية سُوْق من الأَسْوَاق!
فقال السّمني: صَدق يا أَمِير المُؤمنين، ما أعلمه يصلح لسُوْق من الأَسْوَاق.
فقال خالِد: يا أَمِير المُؤمنين، أما الأَنْصَارِي فَرَجل حَقُوْد، كان يَتَولّى وقفًا من وقوف أهله، فكان سيئ الأَثر فيه، فإذا فأدخلت معه رجلًا فَحَسن أَثر الرَّجل. فَحَقَد ذلك.
وأما ذاك فَيُدّعى السمني ولكنه السبتي يَحْلِق شارِبه، ويبيع الكَنَائس والبِيَع، ويخاصم اليَهُوْد والنَّصَارى.
فقال يُوْسُف، نعم، إني لأخاصمهم فأرد كَثِيْرًا عن ضلالهم وكفرهم! فقال

الصفحة 453