كتاب المسالك القويمة بتراجم رجال ابن خزيمة في الصحيح، والتوحيد، والفوائد (اسم الجزء: 1)

وكانَتْ له رِئاسَة بِخُرَاسَان، فَبَعَثَ إليه هَارُون أَمِير المُؤْمنين فأَقْدَمَه عَلَيْه فَحَبَسَه، فَلْم يَزْل محَبُوْسًا إلى أن مَات هَارُون، ثم أَخْرَجَه مُحَمَّد بن هَارُون حِين وَلِي الخِلافَة مِنْ سِجْن الرَّقَّة، فَقَدِم بَغْدَاد، فأَقَام بها قَلِيْلًا، ثم خَرَج إلى خُرَاسَان فَمَات بها".
قال أَحْمَد بن سَيَّار في "تارِيخه": "وَكَان ابتُليَ بالسُّلْطَان، والحَبْس، وكان في حَبْس هَارُون زَمَانًا، فَتكلّم فِيه أَبُو مُعَاوَية حَتى خَلَّ عنه".
وَذَكَرَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد الكَرَجِي أنَّه وَجَد في كِتَاب أَحْمَد بن أَبِي عَلي مِنْ مُعَدّلة ابن الرَّمَّاح أنَّ سَلْم بن سَالِم رَاوِيةٌ للأَحَادِيث، ظَاهِرُ الخُشُوْع، مُلِحٌ عَلى نَفْسِه بالعِبَادَة، يَلْبَس الكِسَاء الرَّقِيْق، ويَرْكَب الحمِيْر، له مَجْلِسُ حَدِيث، وَعِظَة، لا يُفْتِي".
وقال الخَطِيب في "تارِيخِه": "قَدِم بَغْدَاد وَحَدَّث بِهَا، وكان مَذْكُوْرًا بالعِبَادَة والزُّهْد، خَشِنَ الطَّرِيْقَة".
قَوْلُه بالإِرْجَاء:
قال مُحَمَّد بن الفُضَيْل العَامِرِي: سمعت سَلْم بن سَالِم البَلْخِي يَقُول: "ما يَسُرُّني أنْ ألقَى الله بِعَمَلِ مَنْ مَضَى وعَمَلِ مَنْ بَقِي، وأَنَا أَقُوْل الإِيمَان قَوْلٌ وَعَمَلٌ".
وقال أَحْمَد بن شَبُّوَيْه: "رَأَيْت عَبْد المَجِيد بن عَبْد العَزِيز بن أَبِي رَوَّاد، وسَلْم بن سَالِم الخراسَانِي دَاعِيَيْن إلى الإرْجَاء".
وقال علي بن المَدِيْني: "كان سَلْم بن سَالِم مُرْجِئًا".
وقال أَبُو زُرْعَة: "كان مُرْجِئًا".

الصفحة 537