كتاب المسالك القويمة بتراجم رجال ابن خزيمة في الصحيح، والتوحيد، والفوائد (اسم الجزء: 1)

وقال الحَاكِم في "المَدْخَل إلى الصَّحِيح" (١): كَذَّبَهُ عَبْد الله بن المُبَارَك، ولَهُ عَنِ ابن جُرَيْج، وعُبَيْد الله بن عُمَر، وسُفْيَان الثَّوْرِي أَحَادِيث مَوْضُوْعَة، كان يَحجُّ، ويُكْتَبُ عَنْه في الطَّرِيقِ، وَقَد رَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِن الأَئمّةِ لَعَلّهُم لم يَقِفُوا عَلى حَالِهِ إِلا بَعْد الكِتَابةِ عَنْهُ".
وقال الخلِيْلي في "الإِرْشَاد": "أَجْمَعُوا عَلَى ضَعْفِهِ، رَأَيْتُ في أَصْل عَبْد الرَّحْمَن بن أَبِي حَاتِم الرَّازِي مِنْ حَدِيث الحسَن بن عَرَفَة حَدِيْثَيْن للحَسَن عَن سَلْم بن سَالِم، قال عَبْد الرَّحْمَن: اضْرِبُوا عَلَيْهِما؛ فإنِّي لا أَرْوِي حَدِيث سَلْم بن سَالَم".
وقال ابن شَقِيق: ذَكَرْتُ لابن المُبَارَك حَدِيثًا لِسَلْم؛ فقال: هَذا مِنْ عَقَارِبِهِ".
وَسَكَت عَنْه الشُّيُوْخ كُلُّهُم، إِلا مَنْ كان مِنْ ضُعَفَاء بَلْخ، ولم يَكُن مِنْ صنْعَتِهِ هذا الشَّأَن" (٢).
وقال البَيْهَقِي: في "الجامِع لِشُعَب الإِيمَان" (٣): غَيْرُ قَوِيٍّ".
وقال عَبْد الحَق الإِشْبِيلي في "الأَحْكَام الوسْطَى" (٤): "ضَعِيفٌ جِدًّا".
وقال ابن الجَوْزِي في "المُنْتَظَم": "قد اتْفَقَ المُحَدِّثُون عَلى تَضْعِيْفِ رِوَايَاتِهِ".
---------------
(١) (١/ ١٩٠).
(٢) في اللِّسَان: قال الخَلِيْلي: أَجْمَعُوا على ضَعْفِه، ولم يَرو عَنْه مِنْ أَهْل بَلْخ إلا مَنْ لم يَكُنْ الحدِيث مِنْ صنْعَتِه. اهـ.
قلت: وهذا يُوَضِّح مُرَاده، مِنْ قوله: سَكَتَ عَنْه الشُّيُوْخ، وأنَّ مُرَادَهُ نَفْي رِوَايَة الشُّيُوْخ عَنْهُ، وفِيْه أنَّ الرَّاوِي إذا أَعْرَض عَنِ الرِّوَاية عَنْه أَهْل زَمَانِهِ دَل ذَلِك عَلى ضَعْفِهِ عِنْدَهُم.
(٣) (٧/ ١٣١).
(٤) (٦/ ٢٥٠).

الصفحة 541