كتاب المسالك القويمة بتراجم رجال ابن خزيمة في الصحيح، والتوحيد، والفوائد (اسم الجزء: 1)

فِي إِسْنَادِهِ، فَرَدَدْتُهُ عَلَيْهِ فَلَمَّا خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ قَالَ أَبُو ذَر القَاضِي قَدْ كُنَّا نَعْرِفُ أَنَّ هَذَا الحَدِيثَ خَطَأٌ مُنْذُ عِشْرِيْنَ سَنَة، فَلَمْ يَقْدِرْ وَاحِدٌ مِنَّا أَنْ يَرُدَّهُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ: لَا يَحِلُّ لِي أَنْ أَسْمَعَ حَدِيْثًا لِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فِيهِ خَطَأٌ أَو تَحْرِيفٌ فَلَا أَرُدُّ" (١).
وَقَالَ أَبُو عَبْد الله القُضَاعِي: أَنَا مُحَمَّدُ بن عَليٍّ الْغَازِي، بِالمُسْجِدِ الْحَرَامِ، أَنَا أَبُو عَبْدِ الله، مُحَمَّدُ بن عَبْدِ الله الحافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعْدٍ عَمْرَو بن مُحَمَّدِ بن مَنْصُورٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكرٍ، مُحَمَّدَ بن إِسْحَاقَ بن خُزَيْمَةَ يَقُولُ: لمَّا دَخَلْتُ بُخَارَى فَفِي أَوَّلِ مَجْلِسٍ حَضَرْتُ مَجْلِسَ الْأَمِيرِ إِسْمَاعِيلَ بن أَحْمَدَ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، فَذُكِرَتْ فِي حَضْرَتِهِ أَحَادِيثَ، فَقَالَ الْأَمِيرُ: حَدَّثَنَا أَبِي، نا يَزِيدُ بن هَارُونَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُمَّتِي أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ ... "، الحدِيثَ، فَقُلْتُ: "أَيَّدَ الله الْأَمِيرَ، مَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَنَسٌ، وَلَا حُمَيْدٌ، وَلَا يَزِيدُ بن هَارُونَ، فَسَكَتَ، وَقَالَ: فَكَيْفَ؟ قُلْتُ: هَذَا حَدِيثُ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، وَمَدَارُهُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا قُمْنَا مِنَ الْمَجْلِسِ قَالَ أَبُو عَليٍّ صَالِحُ بن مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ: يَا أَبَا بَكْرٍ جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا، فَإِنَّهُ قَدْ ذَكَرَ لَنَا هَذَا الْإِسْنَادَ غَيْرَ مَرَّةٍ، وَلَمْ يَجْسُرْ وَاحِدٌ مِنَّا أَنْ يَرُدَّهُ عَلَيْهِ" (٢).

المَبْحَثُ السَّابِعُ: كَرَامَاتُهُ:
قَالَ أَبُو بَكْر الخَطِيب فِي "تَارِيْخِهِ" (٣): حَدَّثَنِي أَبُو الفَرَج مُحَمَّد بن عُبَيْدِ
---------------
(١) طَبَقَات الشَّافِعِيَّة الكُبْرَى (٣/ ١١١).
(٢) مُسْنَد الشِّهَاب (٢/ ١٠١/ ٩٧٠).
(٣) (٢/ ٥٥٢). وَمنْ هَذه الطَّرِيقِ أَخْرَجَهَا ابْنُ الجوْزِي فِي المُنْتَظَم (١٣/ ٢٣٤ - ٢٣٦). وَابْنُ عَسَاكِر فِي تَارِيْخِهِ (٥٢/ ١٩٢ - ١٩٤)، ابنُ مَنْدَهْ فِي التَّقْيِيد (ص: ١١٨).
وَأَخْرَجَهَا ابْنُ الجَوْزِي فِي المُنْتَظَم أَيْضًا مِنْ طَرِيْقِ أُخْرَى بِنَحْوِ ذَلِكَ.

الصفحة 62