كتاب مسائل أبي الوليد ابن رشد (اسم الجزء: 1)

رجلا يتكهن، (من سورة الدخان: 10) «يوم تأتى السماء بدخان مبين»
فقال: هو الدخ. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: اخسأ فلن تعدو قدرك. يريد أتك لا يمكنك الاخبار بالاشياء على تفاصيلها، كما يخبر بها الأنبياء عليهم السلام.
ومثل ما روى عن هرقل أنه أخبر أنه نظر في النجوم فرأى ملك الختان قد ظهر، فانما أخبر بهده الجملة المنغلقة التى أهمته وحيرته، وكدرت حاله، وخشى ان يكون ذلك سببا إلى خلع مملكته، ولم يعلم من جهة نظره في النجوم، وتخرصه في علم الغيوب، شيئاً من حال النبي صلى الله عليه وسلم، وبعثه وظهور أمره، وما ينتهى اليه شأنه، حتى يخبر به على وجهة، لأن الله تبارك وتعالى لم يجعل شيئاً من خلقه دليلا على غيبه. وما يحدثه من فعله، كما يعتقد من أضله الله وأعواه، ولم يرد هداه، أعاذنا الله من الشيطان الرجيم، ولا نكب بنا عن المنهج المستقيم، برحمته، انه هو الغفور الرحيم.
وأما ما ذكرت أنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الخط، فلا يصح عنه من طريق صحيح، وان صح، فلا بد ان يتأول على ما يطابق القرأن، ولا

الصفحة 209