كتاب مصادر الشعر الجاهلي

متعود لحن يعيد بكفه ... قلما على عسب ذبلن وبان
وقول امرئ القيس1:
لمن طلل أبصرته فشجاني ... كخط الزبور في العسيب اليماني
وقريب من العسيب: الكرنافة، وجمعها: كرانيف، وهي أصول السعف الغلاظ العراض اللاصقة بالجذع2. وقد ورد أن الوحي كان يكتب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على العسب والكرانيف3.
ومما يتصل بهذا الكتابة على الخشب، والخشب على أنواع أيضًا، منه: الرحل: قال زيد بن ثابت: فاتبعت أجمع القرآن من الرقاع والأكتاف والأقتاب ... 4. فالأقتاب: جمع قتب -بفتحتين أو بكسر فسكون- وهو الإكاف الصغير على قدر سنام البعير.
وقد رُوي لنا أيضًا أن المرقش بن سعد بن مالك كتب على رحل أبياتًا من شعره5. وقد استمر الرحل أداة من أدوات الكتابة في صدر الإسلام، فهذا سعد بن سعد، بن مالك -هو أنصاري شهد بدرًا- أوصى للنبي صلى الله عليه وسلم فكتب وصيته في مؤخر رحله، فأوصى له برحله وراحلته وخمسة أوسق من شعير ... 6.
بل لقد قال سعيد بن جبير7: كنت أسمع من ابن عمر وابن عباس الحديث بالليل فأكتبه في واسطة رحلي حتى أصبح فأنسخه.
__________
1 ديوانه: 120.
2 القاموس "كرب، وكرناف".
3 الفائق 2: 150.
4 مصاحف السجستاني: 20.
5 المفضليات: 459-460، والأغاني 6: 130.
6 ابن سعد 3/ 2: 151.
7 تقييد العلم: 102.

الصفحة 83