كتاب المستدرك على الصحيحين للحاكم (ت مقبل) (اسم الجزء: 3)

6380 - أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي ، ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ ، ثنا ابْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: " كُنْتُ قَاعِدًا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِذْ جَاءَهُ كِتَابٌ أَنَّ أَهْلَ الْكُوفَةِ قَدْ قَرَأَ مِنْهُمُ الْقُرْآنُ كَذَا وَكَذَا ، فَكَبَّرَ رَحِمَهُ اللَّهُ ، فَقُلْتُ: اخْتَلَفُوا ؟ فَقَالَ: أُفٍّ وَمَا يُدْرِيكَ ؟ قَالَ: فَغَضِبَ ، فَأَتَيْتُ مَنْزِلِي ، قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيَّ بَعْدَ ذَلِكَ فَاعْتَلَلْتُ لَهُ ، فَقَالَ: عَزَمْتُ عَلَيْكَ أَلَّا جِئْتَ ، فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ: كُنْتَ قُلْتَ شَيْئًا ، قُلْتُ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لَا أَعُودُ إِلَى شَيْءٍ بَعْدَهَا ، فَقَالَ: عَزَمْتُ عَلَيْكَ أَلَا أَعَدْتَ عَلَيَّ الَّذِي قُلْتَ ، قُلْتُ: قُلْتُ: كُتِبَ إِلَيَّ أَنَّهُ قَدْ قَرَأَ الْقُرْآنَ كَذَا وَكَذَا فَقُلْتُ: اخْتَلَفُوا ؟ قَالَ: وَمِنْ أَيِّ شَيْءٍ عَرَفْتَ ؟ قُلْتُ: قَرَأْتُ { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ } [البقرة: 204] حَتَّى انْتَهَتْ إِلَى { وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ } [البقرة: 205] ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ لَمْ يَصْبِرْ صَاحِبُ الْقُرْآنِ ، ثُمَّ قَرَأْتُ { إِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ } قَالَ: صَدَقْتَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ "
" هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ "
6381 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ الشَّامِيُّ ، ثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ ، ثَنَا أَبُو قَبِيصَةَ سُكَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمُجَاشِعِيُّ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: " بَيْنَمَا ابْنُ عَبَّاسٍ مَعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِهِ ، فَقَالَ عُمَرُ: " أَرَى الْقُرْآنَ قَدْ ظَهَرَ فِي النَّاسِ " ، فَقُلْتُ: مَا أُحِبُّ ذَاكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَ: فَاجْتَذَبَ يَدَهُ مِنْ يَدَي ، وَقَالَ: " لِمَ قُلْتَ ؟ لِأَنَّهُمْ مَتَى يَقْرَءُوا يَتَقَرُّوا ، وَمَتَى مَا يَتَقَرُّوا اخْتَلَفُوا ، وَمَتَى مَا يَخْتَلِفُوا يَضْرِبُ بَعْضُهُمْ رِقَابَ بَعْضٍ ، فَقَالَ: فَجَلَسَ عَنِّي وَتَرَكَنِي " ، فَظَلَلْتُ عَنْهُ يَوْمَ -[666]- لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ ، ثُمَّ أَتَانِي رَسُولُهُ الظُّهْرَ فَقَالَ: أَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَأَتَيْتُهُ ، فَقَالَ: كَيْفَ قُلْتَ ؟ فَأَعَدْتُ مَقَالَتِي ، قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " إِنْ كُنْتُ لَأَكْتُمُهَا النَّاسَ "

الصفحة 665