كتاب المستدرك على الصحيحين للحاكم (ت مقبل) (اسم الجزء: 4)

8656 - أَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ * بْنُ حَلِيمٍ الْمَرْوَزِيُّ ، أَنْبَأَ أَبُو الْمُوَجَّهِ ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ** ، أَنْبَأَ عَبْدُ اللَّهِ ، أَنْبَأَ سُفْيَانُ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْبَاهِلِيُّ ، ثَنَا الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ ، قَالَ: كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ يَفِرُّ النَّاسُ مِنْهُ حِينَ يَرَوْنَهُ ، فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ: أَنَا أَبُو ذَرٍّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قُلْتُ: لِمَا يَفِرُّ النَّاسُ مِنْكَ ؟ قَالَ: " أَنْهَاهُمْ عَنِ الْكُنُوزِ بِالَّذِي كَانَ يَنْهَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ، قَالَ: قُلْتُ: فَإِنَّ أُعْطِيَاتِنَا قَدِ ارْتَفَعَتِ الْيَوْمَ وَبَلَغَتْ هَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا شَيْئًا ؟ قَالَ: أَمَّا الْيَوْمَ فَلَا ، وَلَكِنَّهَا يُوشِكُ أَنْ تَكُونَ أَثْمَانُ دِينِكُمْ ، فَإِذَا كَانَتْ أَثْمَانَ دِينِكُمْ فَدَعُوهَا وَإِيَّاكُمْ
" هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ "
__________
حاشية الشقيري :
* كذا جاء في النسختين (أ) و (ج) ، وصوابه : "الحسن" ، كما جاء في كتاب إتحاف المهرة - الحديث رقم 17470 (ج14/ص103) - .
** كذا جاء في النسختين (أ) و (ج) ، وصوابه : "عبدان" ، كما جاء في كتاب إتحاف المهرة ، بدلا من "عبد الرزاق" ، ومما يؤكد هذا التصويب أمران ، الأول : أن "أبا الموجه" لا يروي عن "عبد الله بن المبارك" إلا بواسطة واحدة وهذا الواسطة هو "عبدان" كما جاء في أكثر من 150 حديثا في المستدرك ، والثاني : أن "عبد الرزاق" - المتوفي عام 211 ه - لا يروي عنه "أبو الموجه" - المتوفي عام 282 ه - إلا بواسطة ، وهو "صدقة بن الفضل" كما سبق في الحديث رقم 2301 .
8657 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، ثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ كَامِلٍ الْمُرَادِيُّ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ شُرَحْبِيلَ * بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ إِلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا "
__________
حاشية الشقيري :
* كذا جاء في النسخة (أ) ، وفي كتاب إتحاف المهرة - الحديث رقم 20717 (ج16/ص245) - ، وقد جاء في تقريب التهذيب (1 / 265) : "شرحبيل بن يزيد المعافري قيل هو بن شريك وانما تصحف وقيل هو شراحيل بن يزيد " ، وجاء في كتاب "الجرح والتعديل" (8 / 115) في ترجمة "محمد بن هدية الصدفى" : ".......... روى عنه شراحيل بن يزيد وقال بعضهم شرحبيل بن يزيد، وشراحيل اصح، سمعت ابى يقول ذلك "
8658 - فَسَمِعْتُ الْأُسْتَاذَ أَبَا الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ: كُنْتُ فِي مَجْلِسِ أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ شُرَيْحٍ * إِذْ قَامَ إِلَيْهِ شَيْخٌ يَمْدَحُهُ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ الْخَوْلَانِيُّ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ -[695]- بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ شَرَاحِيلَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا "
" فَأَبْشِرْ أَيُّهَا الْقَاضِي ، فَإِنَّ اللَّهَ بَعَثَ عَلَى رَأْسِ الْمِائَةِ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، وَبَعَثَ عَلَى رَأْسِ الْمِأَتَيْنِ مُحَمَّدَ بْنَ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيَّ ، وَأَنْتَ عَلَى رَأْسِ الثَّلَاثِ مِائَةٍ أَنْشَأَ يَقُولُ:
[البحر الكامل]
اثْنَانِ قَدْ مَضَيَا وَبُورِكَ فِيهِمَا ... عُمَرُ الْخَلِيفَةُ ثُمَّ خَلْفَ السُّؤْدَدِ
الشَّافِعِيُّ الْأَبْطَحِيُّ مُحَمَّدٌ ... إِرْثُ النُّبُوَّةِ وَابْنُ عَمِّ مُحَمَّدِ
أَبْشِرْ أَبَا الْعَبَّاسِ إِنَّكَ ثَالِثٌ مِنْ بَعْدِهِمْ سَقْيًا لِتُرْبَةِ أَحْمَدِ
قَالَ: فَصَاحَ الْقَاضِي أَبُو الْعَبَّاسِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِالْبُكَاءِ وَقَالَ: قَدْ نَعَى إِلَيَّ نَفْسِي هَذَا الشَّيْخُ ، فَحَدَّثَنِي جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِي أَنَّهُمْ حَضَرُوا مَجْلِسَ الشَّيْخِ الْإِمَامِ أَبِي الطِّيبِ سَهْلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ وَجَرَى ذِكْرُ هَذِهِ الْحِكَايَةِ فَحَكَوْهَا عَنِّي بِحَضْرَتِهِ ، وَفِي الْمَجْلِسِ أَبُو عَمْرٍو الْبِسْطَامِيُّ الْفَقِيهُ الْأَرْجَائِيُّ ، فَأَنْشَأَ أَبُو عَمْرٍو فِي الْوَقْتِ:
[البحر الكامل]
وَالرَّابِعُ الْمَشْهُورُ سَهْلٌ مُحَمَّدٌ ... أَضْحَى إِمَامًا عِنْدَ كُلِّ مُوَحِّدِ
يَأْوِي إِلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ بِأَسْرِهِمْ ... فِي الْعِلْمِ إِنْ خَرَجُوا فَنِعْمَ مُؤَيَّدِ
لَا زَالَ فِيمَا بَيْنَنَا شَيْخُ الْوَرَى ... لِلْمَذْهَبِ الْمُخْتَارِ خَيْرَ مُجَدِّدِ
فَسَأَلْتُ الْفَقِيهَ أَبَا عَمْرٍو فِي مَجْلِسِي فَأَنْشَدَنَيهَا "
__________
حاشية الشقيري :
* صوابه : "سُريج" ، كما جاء في النسخة (أ) ، وفي كتاب إتحاف المهرة - الحديث رقم 20717 (ج16/ص245) - ، وترجمته في سير أعلام النبلاء (14 / 201) .

الصفحة 694