كتاب المبهج في تفسير أسماء شعراء ديوان الحماسة

وغدوة كذلك عندنا هي علم على معنى غداة غيران غداة نكرة وغدوة معرفة ومعناهما على اختلاف حاليهما في التعريف والتنكير واحد كما أن أسداً وأسامة وثعلباً وثعالة وبحراً وخضارة وإن اختلفا في التعريف والتنكير فإن فائدة كل واحد منهما أنه واحد من جنسه ألا ترى أنك إذا قلت خرجت فإذا أسد وخرجت فإذا أسامة فالمعنى واحد وكذلك قولك مررت بأبي الحصين كقولك بثعلب وكان أبو علي رحمه الله يذب إلى أن تعريف غدوة تعريف لفظي وإن فائدتها كفائدة غداة لا فرق. ومن الأعلام المعلقة على المعاني ما قال الشاعر:
وإن قال غاو من تنوخ قصيدة ... بها جرب عدت عليه بزوبرا
فسألته عن ترك صرف زوبر فقال جعلها علماً لما تضمنته القصيدة من المعنى ومن ذلك ما حكاه أبو زيد من قولهم هذا غير أبعد قال أبو علي أبعد هنا علم على هذا المعنى وإنما يراد به بعده في النفس وأنشد سيبويه:

الصفحة 62