كتاب مختصر تاريخ دمشق (اسم الجزء: 4)

بيننا، فجاءني كتابه ذات يوم ينوشني، ويرغب في أن يحضر متنزهاً كان له، فأجبت ثم استبطأت غلامه، فكتبت إليه هذا البيت: من الطويل
أفي الحق يا مولاي أني أنوش ... وغيري يروي في ذراكم وأعطش
فجاءني جوابه مع فتىً من غلمانه حدث كان يهواه، وهو: من الطويل:
أسيدنا حتى متى وإلى متى ... وماذا الوفا كم بالمنى نتنعش
وعدت فأنجز ما وعدت فقد مضى ... بياض نهار ليله كان يعطش
فديتك إن الخلف في الوعد وحشة ... ولكنه في مثل وعدك أوحش
وسألني بأيمان الأصدقاء أن أركب في جوابها، فركبت؛ فإذا هو في باغ فيه تين ورمان، ومجالس ما رأيت مثلها نظافة؛ وطال تعاشرنا حتى انتصف الليل، ولم يزل ينشدنا من مليح أشعاره، ومليح قطعه.
اسم أبي بكر: علي بن أحمد بن الحسن، أديب فاضل.
أنشد إبراهيم بن أحمد بن الليث الكاتب لنفسه: من الرجز
لا تغترر بالمهل ... وبعد خطو الأجل
واعمل على أن يخلد ال ... ذكر بحسن العمل
وأنشد لنفسه: من الوافر
عليّ من الترسل ثوب عز ... وليس عليّ من شعري شعار

الصفحة 12