كتاب مختصر تاريخ دمشق (اسم الجزء: 9)

وقال زيد بن أسلم: القدر قدرة الله، فمن كذب بالقدر فقد جحد قدرة الله.
وقال زيد بن أسلم: خصلتان فيهما كمال أمرك: تصبح حين تصبح فلا تهم الله عز وجل بمعصيةٍ، وتمسي حين تمسي فلا تهم لله عز وجل بمعصية.
قال زيد بن أسلم: من يكرم الله بطاعته يكرمه الله بجنته، ومن يكرم الله تبارك وتعالى بترك معصيته يكرمه الله ألا يدخله النار.
وقال: استغن بالله عمن سواه، ولا يكونن أحد أغنى بالله منك، ولا يكن أحد أفقر إليه منك، ولا تشغلنك نعم الله على العباد عن نعمته عليك، ولا تشغلنك ذنوب العباد عن ذنوبك، ولا تقنط العباد من رحمة الله وترجوها أنت لنفسك.
كان زيد بن أسلم من الخاشعين، وكان يقول: يا بن آدم، أمرك ربك أن تكون كريماً وتدخل الجنة، ونهاك أن تكون لئيماً وتدخل النار.
قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: كان أبي يقول: أي بني، وكيف تعجبك نفسك وأنت لا تشاء أن ترى من عباد الله من هو خير منك إلا رأيته؟ يا بني، لا تر أنك خير من أحد يقول لا إله إلا الله حتى تدخل الجنة ويدخل النار، فإذا دخلت الجنة ودخل النار تبين لك أنك خيرٌ منه.
كان زيد بن أسلم يقول: ابن آدم، اتق الله يحبك الناس وإن كرهوا.
وكان زيد بن أسلم يحدث من تلقاء نفسه، فإذا سكت قامن فلا يجترىء عليه إنسان.
كان زيد بن أسلم يقول: انظر من كان رضاه عنك في إحسانك إلى نفسك، وكان سخطه عليك في إساءتك إلى نفسك، فكيف تكون مكافأتك إياه.

الصفحة 112