كتاب مختصر تاريخ دمشق (اسم الجزء: 16)

وذكرتما عصر الشباب الذي مضى ... وجدة وصل حبله قد تجذما
إمام أتاه الملك عفواً ولم يثب ... على ملكه مالاً حراماً ولا دما
تخيره رب العباد لخلقه ... ولياً وكان الله بالناس أعلما
فلما ارتضاه الله لم يدع مسلماً ... لبيعته إلا أجاب وسلما
ينال الغنى والعز من نال وده ... ويرهب موتاً عاجلاً من تسنما
فقال الوليد: أحسنت وأحسن الأحوص. ثم قال: هيه، فغنى بشعر عدي بن الرقاع يمدح الوليد: من البسيط
صلى الذي الصلوات الطيبات له ... والمؤمنون إذا ما جمعوا الجمعا
على الذي سبق الأقوام ضاحية ... بالأجر والحمد حتى صاحباه معا
هو الذي جمع الرحمن أمته ... على يديه، وكانوا قبله شيعا
عذنا بذي العرش أن نحيا ونفقده ... وأن نكون لراع بعده تبعا
إن الوليد أمير المؤمنين له ... ملك عليه أعان الله فارتفعا
لا يمنع الناس ما أعطى الذين هم ... له عبيد ولا يعطون من منعا
فقال الوليد: صدقت ياعبيد أنى لك هذا؟ قال: هو من عند الله، قال الوليد: لو غير هذا قلت لأحسنت أدبك، قال ابن سريج: " ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء " قال الوليد: " يزيد في الخلق ما يشاء " قال ابن سريج: " هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر " قال الوليد: علمك أكبر وأعجب إلي من غنائك، غنني، فغناه، بشعر عدي بن الرقاع يمدح الوليد:

الصفحة 33