كتاب مختصر تاريخ دمشق (اسم الجزء: 16)
قدرت على حبسه، وتفتن من استطاعت فتنته من الناس. فقال أبو طالب يمدح عتبة بن ربيعة حين رد على أبي جهل فقال: ما تنكر أن يكون محمد نبياً: من الطويل
عجبت لحكم يابن شيبة حادث ... وأحلام أقوام لديك سخاف
يقولون: شايع من أراد محمداً ... بسوء وقم في أمره بخلاف
ولا تركبن الدهر مني ظلامة ... وأنت امروؤ من خير عبد مناف
ولا تتركنه ما حييت لمطمع ... وكن رجلاً ذا نجدة وعفاف
تذود العدا عن ذروة هاشمية ... إلا فهم في الناس خير إلاف
فإن له قربى لديك قريبة ... وليس بذي خلف ولا بمضاف
ولكنه من هاشم في صميمها ... إلى أبجر فوق البحار صواف
وزاحم جميع الناس عنه وكن له ... ظهيراً على العداء غير مجاف
فإن غضبت فيه قريش فقل لهم ... بني عمنا ما قومكم بضعاف
فما بالكم تغشون من ظلامة ... وما بال أحلام هناك خفاف
وما قومنا بالقوم يغشون ظلمنا ... وما نحن مما ساءهم بخواف
ولكننا أهل الحفائظ والنهى ... وعز ببطحاء الحطيم مواف
قال علي: لما قدمنا المدينة أصبنا من ثمارها فاجتويناها، وأصابنا بها وعك، وكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتخبر عن بدر، فلما بلغنا أن المشركين قد أقبلوا سار رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى بدر، وبدر بئر، فسبقنا المشركين إليها، فوجدنا فيها رجلين منهم، رجلاً من قريش، ومولى لعقبة بن أبي معيط، فأما القرشي فانفلت، وأما مولى عقبة فأخذناه، فجعلنا نقول له: كم القوم؟ قال: هم والله كثير عددهم، شديد بأسهم. فجعل. المسلمون إذا قال ذلك ضربوه، حتى انتهوا به إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال له: كم القوم؟ قال: هم والله كثير عددهم شديد بأسهم. فجهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يخبره كم هم فأبى، ثم إن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سأله: كم ينحرون من
الصفحة 52
376