كتاب مختصر تاريخ دمشق (اسم الجزء: 17)

فجئت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأخبرته، فقال: " ائذن له "، فدخل عليّ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " وإليّ، اللهم وإليّ ".
وعن أنس قال: أهدي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم طير مشوي فقال: " اللهم أدخل عليّ أحبّ أهل الأرض إليك يأكل معي ".
قال أنس: فجاء عليٌّ فحجبته، ثم جاء ثانية فحجبته، ثم جاء ثالثة فحجبته؛ رجاء أن تكون الدعوة لرجل من قومي، ثم جاء الرابعة فأذنت له، فلما رآه النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: " اللهم وأنا أحبه، فأكل معه من الطير ".
وعن أنس قال: أهدي لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم طير، فقال: " اللهم ائتني برجل يحبّ؟ هـ الله، ويحبه رسولك ".
قال أنس: فأتى عليّ فقرع الباب، فقلت: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مشغول، وكنت أحب ان يكون رجلاً من الأنصار، ثم إن عليّاً فعل مثل ذلك، ثم أتى الثالثة، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " يا أنس أدخله فقد عنيته "، فلما أقبل قال: " اللهم إليّ، اللهم إليّ ".
قال عبد العزيز بن زياد: إن الحجاج بن يوسف دعا أنس بن مالك من البصرة، فسأله عن علي بن أبي طالب؛ فقال: أهدي للنبي صلّى الله عليه وسلّم طائر، فأمر به فطبخ وصنع، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: " اللهم ائتني بأحب الخلق إليّ يأكل معي "، فجاء علي فرددته، ثم جاء ثانية فرددته، ثم جاء الثالثة فرددته، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: " يا أنس، إني قد دعوت ربي، وقد استجيب لي، فانظر من كان بالباب فأدخله ". فخرجت، فإذا أنا بعلي فأدخلته، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: " إني قد دعوت ربي أن يأتيني بأحب خلقه إليّ، وقد استجيب لي، فما حبسك؟ " قال: يا نبي الله حبست أربع مرات، كل ذلك يردّني أنس؛ قال: النبي صلّى الله عليه وسلّم: " ما حملك على ذلك يا أنس؟ " قال: قلت: يا نبي الله بأبي أنت وأمي، إنه ليس أحد إلا وهو يحب قومه، وإن علياً جاء، فأحببت أن يصيب دعاؤك رجلاً من قومي.

الصفحة 363