كتاب مختصر تاريخ دمشق (اسم الجزء: 17)

قال: وكان النبي صلّى الله عليه وسلّم نبيّ الرحمة فسكت ولم يقل شيئاً.
وفي حديث آخر بمعناه: لأني سمعت دعوتك فأحببت أن يكون رجلاً من قومي، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: الرجل يحب قومه.
وفي حديث آخر عن أنس أيضاً: أهدي للنبي صلّى الله عليه وسلّم نحامات.
وعن أنس: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان عنده طائر، فقال: " اللهم ائتني بأحب خلقك يأكل معي من هذا الطير "، فجاء أبو بكر فرده، ثم جاء عمر وقال الحيري: عثمان فرده، ثم جاء علي، فأذن له.
وعن أنس قال: كنت أنا وزيد بن أرقم نتناوب النبي صلّى الله عليه وسلّم، فأتته أم أيمن بطير أهدي له من الليل، فلما أصبح أتته بفضله، فقال: " ما هذا؟ " قلت: فضل الطير الذي أكلت البارحة، فقال: " أما علمت أن كل صباح يأتي برزقه، اللهم ائتني بأحب خلقك إليك ويأكل معي من هذا الطير ". قال: فقلت: اللهم اجعله من الأنصار، قال: فنظرت فإذا عليّ قد أقبل فقلت له: إنما دخل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الساعة فوضع ثيابه، فسمعني أكلمه، فقال: " من هذا الذي تكلمه؟ " قلت: عليّ، فلما نظر إليه قال: " اللهم أحب خلقك إليك وإليّ ".
وفي رواية عن أنس قال: أهدي إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم طائر كان يعجبه أكله، فقال: " اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي " الحديث.

الصفحة 364