كتاب مختصر تاريخ دمشق (اسم الجزء: 17)

وعن أم سلمة قالت: كانت ليلتي، وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عندي، فغدت عليه فاطمة ومعها علي، فرفع غليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رأسه، وقال: " أبشر يا علي: أنت وأصحابك في الجنة، أبشر يا علي: أنت وشيعتك في الجنة، إلا أنّ ممن يزعم أنه يحبك قوماً يرفضون الإسلام، يقرؤون القرآن، لا يجاوز تراقيهم يقولها ثلاثاً لهم نبز، يقال لهم: الرافضة، إن أنت أدركتهم فجاهدهم، فإنهم مشركون ". قال: يا رسول الله، فما العلامة فيهم؟ قال: " لا يحضرون جمعة ولا جماعة، ويطعنون على السلف الأول ".
وعن علي قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " ياعلي، أنت وشيعتك في الجنة، وإن قوماً لهم نبز، يقال لهم الرافضة، فإن لقيتهم فاقتلهم؛ فإنهم مشركون "، فقال علي: ينتحلون حبّنا أهل البيت، وليسوا كذلك، وآية ذلك أنهم يشتمون أبا بكر وعمر.
وعن أبي الحمراء خادم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: " لما أسري بي رأيت في ساق العرش مكتوباً: لا إله إلا الله محمداً رسول الله صفوتي من خلقي، أيدته بعلي ونصرته ".
وعن أم عطية قالت: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جيشاً فيهم علي بن أبي طالب، قالت: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يدعو رافعاً يديه يقول: " اللهم لا تمتني حتى تريني علي بن أبي طالب ".
وعن علي قال: لما كانت ليلة بدر قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " من يستقي لنا من الماء؟ " فأحجم الناس، فقام علي فاحتضن قربة، ثم أتى بئراً بعيدة القعر مظلمة، فانحدر فيها، فأوحى الله تعالى إلى جبريل وميكائيل وإسرافيل: اهبطوا لنصر محمد وحزبه، ففصلوا من السماء، لهم لغط يذعر من سمعه، فلما جاؤوا بالبئر سلموا عليه من عند آخرهم إكراماً وتبجيلاً.

الصفحة 385