كتاب مختصر تاريخ دمشق (اسم الجزء: 18)

يا رسول الله، جئتك وبين يديك تمر، فناولتني ملء كفك، فعددته ثلاثاً وسبعين تمرة، ثم مضيت إلى علي بن أبي طالب، وبين يديه تمر، فناولني ملء كفه، فعددته ثلاثاً وسبعين تمرة فعجبت من ذلك، فتبسم النبي صلّى الله عليه وسلّم وقال: " يا أبا هريرة، أوما علمت أن يدي ويد علي بن أبي طالب في العدل سواء؟ ".
وعن حبشيّ بن جنادة قال:
كنت جالساص عند أبي بكر فقال: من كانت له عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عدة فليقم، فقام رجل فقال: يا خليفة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعدني ثلاث حثيات من تمر، قال: فقال: أرسلوا إلى علي، فقال: يا أبا الحسن، إن هذا يزعم أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعده أن يحثي له ثلاث حثيات من تمر فاحثها له، قال: فحثاها، فقال أبو بكر عدّوها فعدّوها، فوجدوه في كل حثية ستين تمرة لا تزيد واحدة على الأخرى، قال: فقال أبو بكر: صدق الله ورسوله، قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليلة الهجرة، ونحن خارجان من الغار نريد المدينة، " كفّي وكفّ علي في العدل سواء ".
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " إن الله طهر قوماً من الذنوب بالصّلعة في رؤوسهم، وإن علياً لأولهم ".
وعن أبي الدرداء قال: لما بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم معاذ بن جبل إلى اليمن خطبهم، فإذا هم صلع كلهم، فقال: ما لي أراكم صلعاً كلكم؟ قالوا: خلقنا ربنا، قال: أفلا أحدثكم حديثاً سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ قالوا: وددنا، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: " ن الله تبارك وتعالى طهر قوماً من الذنوب فأصلع رؤوسهم، وإن علي بن أبي طالب أولهم ".
وعن الشعبي قال: قال علي بن أبي طالب: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " مرحباً بسيد المسلمين، وإما المتقين "، فقيل لعلي: فأي شيء كان من شكرك؟ قال: حمدت الله على ما أتاني، وسألته الشكر على ما أولاني، وأن يزيدني فيما أعطاني.

الصفحة 13