كتاب مختصر تاريخ دمشق (اسم الجزء: 18)

وعن علي قال: قلت: يا رسول الله، أوصني، قال: " قل: ربي الله ثم استقم ". قال: قلت: ربي الله، وما توفيقي إلا بالله، قال: " هنيئاً لك العلم أبا حسن، فقد شربت العلم شرباً، وثاقبته ثقباً ".
وعن ابن عباس قال: كنا نتحدث أن النبي صلّى الله عليه وسلّم عهد إلى علي سبعين عهداً لم يعهدها إلى غيره.
وعن بريدة قال: قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: " لكل نبي وصيّ ووارث، وإن علياً وصيّي ووارثي ".
وعن ابن عباس قال: كنت جالساً مع فتية من بني هاشم عند النبي صلّى الله عليه وسلّم إذا انقض كوكب، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " من انقضّ هذا النجم في منزله، فهو الوصي من بعدي "، فقام فتية من بني هاشم فنظروا فإذا الكوكب قد انقض في منزل علي، قالوا: يا رسول الله، قد غويت في حبّ علي، فأنزل الله تعالى: " والنّجم إذا هوى ما ضلّ صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحيٌ يوحى " إلى قوله: " وهو بالأفق الأعلى ".
أنكر هذا الحديث قوم.
قال أبو إسحاق: قيل لقثم: بأي شيء ورث علي النبي صلّى الله عليه وسلّم؟ قال: كان أوّلنا به لحوقاً، وأشدّنا به لزوقاً، فقلت: فإيش معنى ورث علي؟ قال: لا أدري، إلا أن عيسى بن يونس حدث وذكر حديث مجالد بن سعيد: المراد بالميراث هاهنا: العلم، بدليل أن العباس أقرب منه قرابة، غير أن علياً كان ألزم للنبي صلّى الله عليه وسلّم وأقدم له صحابة.
وعن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو في بيتها لما حضره الموت:
" ادعوا لي حبيبي "، فدعوت له أبا بكر، فنظر إليه ثم وضع رأسه ثم قال: " ادعوا لي

الصفحة 20