كتاب مختصر تاريخ دمشق (اسم الجزء: 18)

وعن أبي ذرّ قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: إن الله جعل الحق على لسان عمر، يقول به.
وفي حديث آخر: إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه، أو قلبه ولسانه.
وعن غضيف بن الحارث رجل من أيلة قال:
مررت بعمر بن الخطاب فقال: نعم الغلام، فاتبعني رجل ممن كان عنده، فقال: يا بن أخي، ادع الله لي بخير، قال: وقلت: ومن أنت رحمك الله؟ قال: أنا أبو ذرّ صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقلت: غفر الله لك، أنت أحق أن تدعو لي مني لك، قال: يا بن أخي، إني سمعت عمر بن الخطاب حين مررت به آنفاً يقول: نعم الغلام، وسمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: إن الله وضع الحق على لسان عمر يقول به.
وعن ابن عمر أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: إن الله نقل الحق على قلب عمر وعلى لسانه وما نزل الناس أمر قط يقال فيه الرأي، وقال فيه عمر إلا جاء القرآن بما قال فيه عمر.
الصحيح أن آخره من قول ابن عمر، فإنه رواه جماعة ولم يذكروه.
وعن واصل مولى ابن عيينة قال: كانت امرأة عمر اسمها عاصية، فأسلمت، فأتت عمر فقالت: قد كرهت اسمي فسمّني، فقال: أنت جميلة، فغضبت، وقالت: ما وجدت اسماً سميتني به إلا اسم أمةٍ؟ فأتت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقالت: يا رسول الله، إني كرهت اسمي فسمّني، فقال: أنت جميلة، فقالت: يا رسول الله، إني أتيت عمر فسألته أن يسميني، فقال: أنت جميلة، فغضبت، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أما علمت أن الله عزّ وجلّ عند لسان عمر وقلبه؟ وعن عبد الله بن عمر قال: ما سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لشيء قط: إني لأظن كذا وكذا إلا كان كما يظن: بينما عمر بن الخطاب جالساً إذ مرّ رجل جميل، فقال له: لقد أخطأ

الصفحة 288