كتاب مختصر تاريخ دمشق (اسم الجزء: 18)

لك دينك، ويحظى بالفضل حظك: إذا حضرك الخصمان فعليك بالبيّنات العدول، والأيمان القاطعة، ثم أدن الضعيف حتى ينبسط لسانه، ويجترئ قلبه، وتعاهد الغريب، فإنه إذا طال حبسه ترك حاجته، وانصرف إلى أهله، وإذا الذي أبطل حظه من لم يرفع به رأساً، واحرص على الصلح ما لم يتبين لك القضاء، والسلام عليك.
وعن طاوس أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: أرأيتم إذا استعملت عليكم خير من أعلم، ثم أمرته بالعدل أفقضيت ما علي؟ قالوا: نعم. قال: لا، حتى أنظر في عمله، أعمل بما أمرته أم لا.
وعن عرزب الكندي أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: " ستحدث بعدي أشياء، فأحبّها إلي أن تلزموا ما أحدث عمر ".
وعن إسماعيل بن زياد قال: مرّ علي بن أبي طالب عليه السلام على المساجد في شرخ رمضان، وفيها القناديل، فقال: نوّر الله على عمر في قبره كما نوّر علينا مساجدنا.
وعن أبي وائل قال: قال عبد الله: ما رأيت عمر إلا وكأن بين عينيه ملكاً يسدّده.
وعن يحيى بن سعيد أن عمر بن الخطاب قال لرجل: ما اسمك؟ قال: جمرة، قال: ابن من؟ قال: ابن شهاب، قال: ممن؟ قال: من الحرقة، قال: أين مسكنك؟ قال: بحرّة النار، قال: بأيّها؟ قال: بذات اللظى، فقال عمر بن الخطاب: أدرك أهلك فقد احترقوا. قال: فكان كما قال عمر رضي الله عنه.
وعن ابن شهاب قال: كان رأي عمر كيقين غيره.
وعن الحسن قال:
إن كان أحد يعرف الكذب إذا حدّث به انه كذب فهو عمر بن الخطاب.

الصفحة 321