كتاب مختصر تاريخ دمشق (اسم الجزء: 18)

طعنوا في مينا، أحد رواته.
وعن أنس بن مالك أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم قال لعليّ: " إنّك لن تموت حتى تؤمّر، وتملأ غيظاً، وتوجد من بعدي صابراً ".
وعن عمران بن حصين قال: مرض عليّ في عهد النّبي صلّى الله عليه وسلّم فعاده النّبي صلّى الله عليه وسلّم وعدناه معه، فقال: يا رسول الله، ما أرى عليّاً إلاّ لما به، فقال: " والذي نفسي بيده لا يموت حتى يملأ غيظاً، ويوجد من بعدي صابراً ".
وفي حديث آخر: فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " إن هذا لا يموت حتى يملأ غيظاً، ولن يموت إلا مقتولاً.
وعن ابن عباس أن علي بن أبي طالب رضوان الله عليه خرج من عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في وجعه الذي توفي فيه، فقال له الناس: يا أبا الحسن، كيف أصبح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: أصبح بحمد الله بارئاً قال: فأخذ بيده عباس بن عبد المطلب، فقال: أرأيتك فإنك والله بعد ثلاث عبد العصا، إني لأرى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سيتوفى في مرضه هذا، إني لأعرف وجوه بني عبد المطلب عند الموت، فاذهب بنا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فسله: فيمن هذا الأمر؟ فإن كان فينا علمنا بذلك، وإن كان في غيرنا كلمناه فأوصى بنا، فقال علي: إنا والله إن سألنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فمنعناها لا يعطيناها الناس بعده أبداً، والله لا أسألها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أبداً.
وفي حديث بمعناه: فقال له علي: أرأيت إن جئناه فسألناه فلم يعطناها، أترى الناس يعطوناها، والله لا أسألها إياه أبداً. قال عبد الرزاق: فكان معمر يقول لنا: أيّهما كان أصوب عندكم رأياً؟ فنقول: العباس فيأبى. ثم قال: لو أن علياً سأله عنها فأعطاه إياها فمنعه الناس كانوا قد كفروا. قال عبد الرزاق: فحدثت به ابن عيينة فقال: قال الشعبي: لو أن علياً سأله عنها كان خيراً له من ماله وولده.

الصفحة 33