كتاب مختصر تاريخ دمشق (اسم الجزء: 23)

الكليني: بضم الكاف والنون بعد الياء وإمالة اللام، توفي محمد بن يعقوب سنة ثمان وعشرين وثلاث مئة.

محمد بن يعقوب الحافظ
قدم دمشق.
حدث عن سعيد بن هاشم، بسنده إلى الحسن، قال: تخطوا رقاب هؤلاء الذين يجلسون على أبواب المسجد يوم الجمعة، فإنه لا حرمة لهم.

محمد بن يعقوب أبو بكر التستري
حدث عن محمد بن داود الدينوري، قال: سمعت أبا بكر المصري، يقول: خرجت من عينونه أريد الرملة، فبينا أنا أمشي إذا أنا بفقيرٍ حافي القدمين، حاسر الرأس، وعليه خرقتان متزرٌ بإحداهما مرتدٍ بالأخرى، ليس معه زادٌ ولا ركوةٌ؛ فقلت في نفسي: لو كان مع هذا ركوةٌ وحبلٌ، فإذا ورد الماء توضأ وصلى كان خيراً له؛ فلحقت به وقد اشتد الهاجرة، فقلت له: يا فتى، لو أن هذه الخرقة التي على كتفك جعلتها على رأسك تتوقى بها الشمس كان خيراً لك؛ فسكت ومشى، فلما كان بعد ساعةٍ قلت له: أنت حافٍ ما ترى في نعلٍ تلبس ساعةً وأنا ساعةً؟ فقال: أراك شيخاً كثير الفضول، ألم تكتب الحديث؟ قلت: بلى؛ قال: فلم تكتب عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه؟ " فسكت ومشى وانقطع الماء، وعطشت ونحن على ساحل البحر، فالتفت إلي وقال: أنت عطشان؟ قلت: لا؛ فمشى ساعةً وقد كظني العطش، ثم التفت إلي فقال: أنت عطشان؟ قلت:

الصفحة 363