كتاب مختصر تاريخ دمشق (اسم الجزء: 25)

وفي رواية: أنه قيل لابن عباس: إن معاوية لم يوتر حتى أصبح، فأوتر بركعة. فقال: إن أمير المؤمنين عالم.
وعن القاسم بن محمد قال: قال معاوية: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إذا صلى الأمير جالساً فصلوا جلوساً.
قال القاسم: فتعجب الناس من صدق معاوية! قال البيهقي: فهذا جعفر بن محمد يرويه ويصدق القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، فيما يحكيه من تصديق الناس معاوية، والناس إذ ذاك، من بقي من الصحابة، ثم أكابر التابعين، ونحن نزعم أنه كان منسوخاً.
وعن محمد بن سيرين قال: كان معاوية لايتهم في الحديث عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وكان معاوية قليل الحديث عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال رجاء بن حيوة: كان معاوية ينهى عن الحديث يقول: لا تحدثوا عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال: وما سمعته يروي عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا يوماً واحداً.
وعن أبي قبيل حيي بن هانئ:
أن معاوية صعد المنبر يوم الجمعة فقال عند خطبته: أيها الناس! إن المال مالنا، والفيء فيئنا، من شئنا أعطيناه، ومن شئنا منعناه. فلم يحبه أحد. فلما كان الجمعة الثانية قال مثل ذلك، فلم يجبه أحد. فلما كانت الجمعة الثالثة قال مثل مقالته، فقام إليه رجل ممن حضر المسجد فقال: يا معاوية! كلا، إنما المال مالنا، والفيء فيئنا، من حال

الصفحة 50