كتاب المعجم الكبير للطبراني - ط إحياء التراث (اسم الجزء: 17)

عَامِرُ بْنُ زَيْدٍ الْبِكَالِيُّ ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ.
312- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خُلَيْدٍ الْحَلَبِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو تَوْبَةَ الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلاَّمٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلاَّمٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلاَّمٍ ، يَقُولُ : حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ زَيْدٍ الْبِكَالِيُّ ، أَنَّهُ سَمِعَ عُتْبَةَ بْنَ عَبْدٍ السُّلَمِيُّ ، يَقُولُ : جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : مَا حَوْضُكَ هَذَا الَّذِي تُحَدِّثُ عَنْهُ ؟ فَقَالَ : كَمَا بَيْنَ الْبَيْضَاءِ إِلَى بُصْرَى يَمُدُّنِي اللَّهُ فِيهِ بِكُرَاعٍ لاَ يَدْرِي إِنْسَانٌ مِمَّنْ خَلَقَ اللَّهُ طَرَفَاهُ فَكَبَّرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ : أَمَّا الْحَوْضُ فَيَرِدُ عَلِيَّ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، فَأَرْجُو أَنْ يُرِيَنِي اللَّهُ الْكُرَاعَ فَأَشْرَبَ مِنْهُ ، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ رَبِّي وَعَدَنِي أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ ، ثُمّ يَشْفَعَ كُلُّ أَلْفٍ لِسَبْعِينَ أَلْفًا ، ثُمّ يَحْثِيَ لِي رَبِّي بِكَفَّيْهِ ثَلاَثَ حَثَيَاتٍ فَكَبَّرَ عُمَرُ وَقَالَ : إِنَّ السَّبْعِينَ الأُوَلَ يُشَفِّعُهُمُ اللَّهُ فِي آبَائِهِمْ وَعَشَائِرِهِمْ وَأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَنِي اللَّهُ فِي أَحَدِ الْحَثَياتِ الأَوَاخِرِ ، فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ : يَا رَسُولَ اللهِ ، فِيهَا فَاكِهَةٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ وَفِيهَا شَجَرَةٌ تُدْعَى طُوبَى هِيَ تُطَابِقُ الْفِرْدَوْسَ فَقَالَ : أَيُّ شَجَرِ أَرْضِنَا تُشْبِهُ ؟ فَقَالَ : لَيْسَ تُشْبِهُ شَيْئًا مِنْ شَجَرِ أَرْضِكَ ، وَلَكِنْ أَتَيْتَ الشَّامَ ؟ قَالَ : لاَ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : فَإِنَّهَا تُشْبِهُ شَجَرَةً بِالشَّامِ تُدْعَى الْجَوْزَةُ تَنْبُتُ عَلَى سَاقٍ وَاحِدٍ ، ثُمّ يَنْتَشِرُ أَعْلاَهَا قَالَ : فَمَا عِظَمُ أَصْلِهَا ؟ قَالَ : لَو ارْتَحَلَتْ جَذَعَةٌ مِنْ إِبِلِ أَهْلِكَ لَمْ يُدْرَ بِأَصْلِهَا حَتَّى تَنْكَسِرَ تَرْقُوَتُهَا هَرَمًا ، قَالَ : فِيهَا عِنَبٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : فَمَا عِظَمُ الْعُنْقُودِ مِنْهَا ؟ قَالَ : مَسِيرَةُ شَهْرٍ لِلْغُرَابِ الأَبْقَعِ وَلاَ يَنْثَنِي وَلاَ يَفْتُرُ قَالَ : وَمَا عِظَمُ الْحَبَّةِ مِنْهُ ؟ قَالَ : هَلْ ذَبَحَ أَبُوكَ شَيْئًا مِنْ غَنَمِهِ عَظِيمًا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَسَلَخَ إِهَابَهَا فَأَعْطَاهُ أُمَّكَ ؟ فَقَالَ : ادْبُغِي هَذَا ثُمّ افْرِي لَنَا مِنْهُ دَلْوًا نَرْوِي بِهِ مَاشِيَتَنَا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَإِنَّهُ كَذَلِكَ قَالَ : فَإِنَّ ذَلِكَ يَسَعُنِي وَيَسَعُ أَهْلَ بَيْتِي ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَعَامَّةَ عَشِيرَتَكَ.

الصفحة 127