كتاب المعجم الكبير للطبراني (اسم الجزء: 17)

99 - حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَ: قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ، حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا قَالَ: حَرِّضَ سَلْمَانُ بْنُ رَبِيعَةَ الْخَيْلَ فَمَرَّ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ عَلَى فَرَسٍ لَهُ فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: هَذَا الْهَجِينُ فَقَالَ عَمْرٌو: عَتِيقٌ، قَالَ: فَأَمَرَ بِهِ فَعُطِّشَ ثُمَّ دَعَا بِطَسْتٍ مِنْ مَاءٍ وَدَعَا بِعَنَاقِ الْخَيْلِ فَشَرِبَتْ فَجَاءَ فَرَسُ عَمْرٍو فَثَنَى يَدَيْهِ وَشَرِبَ وَهَذَا صَنِيعُ الهَجِينِ قَالَ: فَقَالَ لَهُ: أَلَا تَرَى؟ فَقَالَ: أَجَلْ الهَجِينُ يَعْرِفُ الهَجِينَ فَبَلَغَ عُمَرَ وَكَتَبَ إِلَيْهِ «قَدْ بَلَغَنِي مَا قُلْتَ لِأَمِيرِكَ، وَبَلَغَنِي أَنَّ §لَكَ سَيْفًَا تُسَمِّيهِ الصِّمْعَامَةَ وَعِنْدِي سَيْفٌ مُصَمَّمٌ وَاللهِ لَئِنْ وَضَعْتَهُ عَلَى هَامَتِكَ لَا أُقْلِعَ حَتَّى أَبْلُغَ بِهِ شَيْئًا فَذَكَرَهُ مِنْ جَوْفِهِ، فَإِنْ سَرَّكَ أَنْ تَعْلَمَ أَحَقٌّ مَا أَقُولُ فَعُدْ»
§مَا أَسْنَدَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ
100 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ الصَّنْعَانِيُّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَمَرٍ، عَنْ أَبِي طَوْقٍ شَرَاحِيلَ بْنِ الْقَعْقَاعِ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَعْدِي كَرِبَ يُخْبِرُ يَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ أَنْ كُنَّا مُنْذُ قَرِيبٍ إِذَا حَجَجْنَا لَنَقُولُ: "
[البحر الرجز]
لَبَّيْكَ تَعْظِيمًا إِلَيْكَ عُذْرَا ... هَذِي زَبِيدٌ قَدْ أَتَتْكَ قَصْرَا
تَقْطَعُ خَبْتًا وَجِبَالًا وَعْرَا ... تَغْدُو بِهَا مُضْمِرَاتٍ شَزْرَا
قَدْ تَرَكُوا الْأَوْثَانَ خِلْوًا صَفَرَا
فَنَحْنُ نَقُولُ الْيَوْمَ كَمَا عَلَّمَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكُ لَا شَرِيكَ لَكَ» وَكُنَّا نَمْنَعُ النَّاسَ يَقِفُوا بِعَرَفَاتٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَحُولَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ بَطْنِ عَرَنَةَ فَإِنَّمَا كَانَ مَوْقِفُهُمْ بِبَطِْنِ مُحَسِّرٍ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ فَرَقًا أَنْ تَخْطَفَهُمُ الْجِنُّ، وَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا هُمْ إِخْوَانُكُمْ إِذَا أَسْلَمُوا»

الصفحة 46