9 - حدَّثنا أبو يزيدَ القَراطيسيُّ (¬1) ، ثنا أَسدُ بنُ موسى، ثنا شَيبانُ -[32]- أبو معاويةَ (¬2) ، عن عاصمِ بنِ بَهْدلةَ، عن خَيْثمةَ (¬3) والشَّعبيِّ، عن النُّعمانِ ابنِ بَشيرٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «حَلالٌ بَيِّنٌ، وَحَرَامٌ بَيِّنٌ (¬4) ، وَشُبُهَاتٌ بَيْنَ ذَلِكَ، فَمَن تَرَكَ الشُّبُهَاتِ فَهُوَ لِلْحَرَامِ أَتْرَكُ، وَمَحَارِمُ اللهِ حِمًى، فَمَنْ أَرْتَعَ (¬5) حَوْلَ الْحِمَى كَانَ قَرِ َفًا (¬6) أَنْ يُرْتِعَ فِيهِ» .
¬_________
[9] ذكر الحافظ ابن كثير في "جامع المسانيد" (6/16 رقم 10373) رواية الطبراني هذه. والحديث أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (752) عن بحر بن نصر، ثنا أسد بن موسى، به. وأخرجه الإمام أحمد (4/267 رقم 18347) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/125) ؛ من طريق شيبان، به. وأخرجه البزار (3270) من طريق أبي عوانة الوضاح بن عبد الله، عن عاصم، عن الشعبي وحده، به.
(¬1) هو: يوسف بن يزيد. -[32]-
(¬2) هو: ابن عبد الرحمن النحوي.
(¬3) هو: ابن عبد الرحمن.
(¬4) قوله: «حلالٌ بَيِّنٌ» : «حلالٌ» مبتدأ، و «بَيِّنٌ» خبره. وقوله: «حرام بين» مثله.
وساغ الابتداء بالنكرة هنا؛ لأنها موصوفة بمقدر، أي: «حلالٌ من أمور الدين بيِّن، وحرامٌ من أمور الدين بيِّن» . ويدلُّ عليه أنه في ألفاظ الحديث في الروايات الأخرى: «الحلالُ بين والحرام بين» ، وفي بعضها: «إن الحلال بين وإن الحرام بين» . وانظر في مسوِّغات الابتداء بالنكرة: "شرح ابن عقيل" (1/203- 207) ، و"شرح الأُشْموني" (1/193) .
ويمكن أن تكون «حلال» هنا مبتدأ و «بين» صفته، والخبر مقدم مقدَّرٌ، أي: «في الدين حلالٌ بينٌ، وفي الدين حرامٌ بينٌ» .
ويحتمل أن يكون- كما قال السِّنْدي- تفصيلاً لمجمل مقدَّرٍ، أي: أمور الحل والحرمة ثلاثة: حلال بيِّن يظهر حلُّه بأدنى نظر وبحث، وحرام كذلك، وأمور مشتبهة يتردد المرء فيها. وعلى ما قاله السندي يكون: «حلال» خبرًا لمبتدأ محذوف، تقديره: الأمر الأول، و «حرام» خبرًا لمبتدأ تقديره: الأمر الثاني، و «بين» في الموضعين وصفٌ لـ «حلال» و «حرام» .
وانظر: المنقول من حاشية السندي على "مسند أحمد" في الحديث رقم (18347/ طبعة الرسالة) ، و"أوضح المسالك" (1/184) ، و"همع الهوامع" (1/381- 384) .
(¬5) رَتَع- كمَنَع- رَتْعًا ورُتوعًا ورِتاعًا: أكل وشرب وذهب وجاء ما شاء في خصب وَسَعَة. وأصل الرتع للبهائم، ويستعار للإنسان إذا أريد به الأكل الكثير. وأَرْتَعَ فلانٌ إبله، أي: أسامها فرتعت. "تاج العروس" (11/149/رتع) .
(¬6) رُسمت في الأصل: «فرقا» ونقطةُ القاف الثانية غير واضحة. وفي "مسند أحمد" و"الحلية": «قَمِنًا» ، وفي "مسند البزار": «حَرِيًّا» . والكلمات الثلاث: «قَرِفًا» و «قَمِنًا» و «حَرِيًّا» بمعنًى واحدٍ، أي: كان خَليقًا وَجَديرًا. انظر: "غريب الحديث" للحربي (2/367) ، و"تاج العروس" (12/429/قرف) .