كتاب المعجم الكبير للطبراني - ط إحياء التراث (اسم الجزء: 23)
قَالَ : هُنَّ اللَّوَاتِي قُبِضْنَ فِي دَارِ الدُّنْيَا عَجَائِزَ رَمْضَاءَ شَمْطَاءَ خَلَقَهُنَّ اللَّهُ بَعْدَ الْكِبَرِ ، فَجَعَلَهُنَّ عَذَارَى عُرُبًا مُتَعَشَّقَاتٍ مُحَبَّبَاتٍ ، أَتْرَابًا عَلَى مِيلاَدٍ وَاحِدٍ . قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ أَنِسَاءُ الدُّنْيَا أَفْضَلُ أَمِ الْحُورُ الْعِينُ ؟ قَالَ : بَلْ نِسَاءُ الدُّنْيَا أَفْضَلُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ كَفَضْلِ الظِّهَارَةِ عَلَى الْبِطَانَةِ . قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ وَبِمَا ذَاكَ ؟ قَالَ : بِصَلاَتِهِنَّ وَصِيَامِهِنَّ وَعِبَادَتِهِنَّ اللَّهَ أَلْبَسَ اللَّهُ وُجُوهَهُنَّ النُّورَ ، وَأَجْسَادَهُنَّ الْحَرِيرَ بِيضَ الأَلْوَانِ خُضْرَ الثِّيَابِ صَفْرَاءَ الْحُلِيِّ مَجَامِرُهُنَّ الدُّرُّ وَأَمْشَاطُهُنَّ الذَّهَبُ يَقُلْنَ : أَلاَ نَحْنُ الْخَالِدَاتُ فَلاَ نَمُوتُ أَبَدًا ، أَلاَ وَنَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلاَ نَبْؤُسُ أَبَدًا ، أَلاَ وَنَحْنُ الْمُقِيمَاتُ فَلاَ نَظْعَنُ أَبَدًا ، أَلاَ وَنَحْنُ الرَّاضِيَاتُ فَلاَ نَسْخَطُ أَبَدًا طُوبَى لِمَنْ كُنَّا لَهُ وَكَانَ لَنَا ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ الْمَرْأَةُ مِنَّا تَتَزَوَّجُ الزَّوْجَيْنِ وَالثَّلاَثَةَ وَالأَرْبَعَةَ ثُمَّ تَمُوتُ فَتَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَيَدْخُلُونَ مَعَهَا مَنْ يَكُونُ زَوْجُهَا ؟ قَالَ : يَا أُمَّ سَلَمَةَ إِنَّهَا تُخَيَّرُ فَتَخْتَارُ أَحْسَنَهُمْ خُلُقًا فَتَقُولُ : أَيْ رَبِّ إِنَّ هَذَا كَانَ أَحْسَنَهُمْ مَعِي خُلُقًا فِي دَارِ الدُّنْيَا فَزَوِّجْنِيهِ ، يَا أُمَّ سَلَمَةَ ذَهَبَ حُسْنُ الْخُلُقِ بِخَيْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.
الصفحة 368